“المتحف الزراعي المصري”.. مصر تزخر بالعديد من المتاحف والمواقع الأثرية القديمة المنتشرة في مختلف محافظاتها، والتي تظهِرُ تاريخها العريق وعظمة عصورها الوسطى. ومن بين أبرز هذه المتاحف يعَدُّ المتحف الزراعي المصري، الذي يعَدُّ ثاني أكبر متحف زراعي في العالم، والذي يروي تاريخ الزراعة والفلاح المصري على مدى عصور طويلة.
مكان المتحف الزراعي المصري
يقع المتحف الزراعي المصري، الذي يبلغ عمره نحو 80 عامًا، في منطقة الدقي. ويضم مجموعة من المقتنيات والمعروضات التي تُقَدِّمُ قراءة تاريخية للزراعة المصرية وتطورها منذ العصر الفرعوني وحتى يومنا هذا.
وفقًا للسيد حسني، الباحث في التراث المصري القديم، فقد صدر قرار من الحكومة بإنشاء المتحف الزراعي المصري خلال فترة حكم الملك فؤاد الأول، ملك مصر وتاسع حكامها وأحد أفراد أسرة محمد علي باشا، الذي تم تنصيبه بعد شقيقه السلطان حسين كامل في 9 أكتوبر 1917، وذلك في عام 1927 ميلادية.
ويضيف حسني أن بدأ العمل في تشييد المتحف في عام 1930، بعد مرور ثلاث سنوات على صدور قرار إنشائه. ومع ذلك، لم يتم افتتاحه في عهد الملك فؤاد الأول، نظرًا لوفاته قبل أن يتم افتتاح المتحف.
قرار بناء المتحف
وفقًا للباحث، قرر الملك فؤاد الأول بناء المتحف بهدف نشر المعلومات الزراعية والاقتصادية في البلاد. وتم الاستعانة بمصمم المتحف الزراعي في بودابست، عاصمة المجر، لتصميم المتحف الزراعي المصري.
ويضيف الباحث في التراث المصري القديم، أنه بعد وفاة الملك فؤاد، افتتح المتحف الملك فاروق في 16 يناير من عام 1938. وتم تسميته بـ”متحف فؤاد الأول الزراعي” تكريمًا للملك فؤاد الذي توفي قبل أن يفَتَّحَ المتحف.
وفقًا للباحث حسني، تم تأسيس وبناء المتحف الزراعي المصري في حي الدقي، داخل سرايا الأميرة فاطمة إسماعيل، شقيقة الملك فؤاد الأول وابنة الخديوي إسماعيل. وكانت الأميرة قد أعجبت بفكرة بناء المتحف ووهبت السرايا التي شيِّدَ المتحف بها للجامعة المصرية.
تاريخ الزراعة المصرية
ويشير حسني إلى أن المتحف الزراعي المصري، الذي يروي تاريخ الزراعة المصرية، هو ثاني متحف زراعي في العالم، حيث يوجد متحف زراعي آخر في دولة المجر. وهو من أكبر المتاحف المصرية، فمساحته تبلغ نحو 30 فدانًا.
وأضاف حسني أن المتحف الزراعي المصري يروي تاريخ الزراعة المصرية على مدى قرون عديدة، من خلال لوحات فنية ومخطوطات وهياكل ونباتات. وهو محط أنظار السائحة من مختلف الدول العربية والأوروبية، بالإضافة إلى الزائرين المصريين، خاصةً الطلاب والباحثين في مختلف المجالات.
ويتكون المتحف من 3 مبانٍ تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، بالإضافة إلى حديقة كبيرة مليئة بأشجار ونباتات نادرة ومسطحات خضراء، وحديقتَین على طراز فرعونى. كما يضم معرضًا تاریخیًّا يروى تاریخ الزِّرَاعَةِ المِصْرِیَّةِ منذُ عَصْورِ فِرَعُوْنَ إلىَ عَصْرِ حَدِیثٍ، ومكتبةً وقَاعَاتٍ لِلْسِینِمَاءِ والمحَاظَرَاتِ. ومجموعةً تروى أقدم الحشرات في الأراضى الزِّرَاعِیَّةِ، بالإضافة إلى آلاف المعروضات التى تقدم قِراءَةً تاریخیَّةً لِلْزِّراعَةِ وتطورها فى مصر منذُ عصور فِرَعُوْن.