تاريخ ومزارات

عز الدين القسام: رمز النضال والعزة في وجه الاستعمار

ولد عز الدين القسام في بلدة جبلة السورية، جنوب اللاذقية، ضمن أسرة متوسطة الحال تتسم بالتدين. والده كان يمتلك مدرسة صغيرة يعلم فيها الأطفال القراءة وتلاوة القرآن.

 من هو عز الدين القسام

أتم عز الدين تعليمه الابتدائي في بلدته، ثم انتقل في سن الرابعة عشرة إلى القاهرة ليدرس في الأزهر بصحبة أخيه فخر الدين. هناك، استقى العلم من كبار الأئمة وعاد إلى جبلة في عام 1903. بعد ذلك، سافر إلى تركيا ليوسع مداركه، مؤمنًا بأن دور رجل الدين يتعدى تعليم النصوص الدينية ليشمل غرس قيم الإباء والوطنية.

أظهر عز الدين مفهومه لرجل الدين المجاهد عندما دعم الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، حيث نظم حملة تبرعات وجمع 250 متطوعًا، لكن السلطات العثمانية حالت دون سفره. لاحقًا، قاد القسام مقاومة الاحتلال الفرنسي في الساحل السوري الشمالي وكان من الرواد في ثورة جبال صهيون (1919-1920) بجانب عمر البيطار. هذه الثورة كانت بمثابة مدرسة حقيقية للقسام، حيث تعلم دروسًا قيمة في النضال.

بعد فشل الثورة

بعد فشل الثورة، لجأ القسام إلى فلسطين واستقر في حيفا في نهاية صيف 1921. بدأ نضاله هناك كمدرس في المدرسة الإسلامية وإمام وخطيب في جامع الاستقلال. انضم إلى جمعية الشباب المسلمين في 1926 وأصبح رئيسًا لها، وفي 1929 تم تعيينه مأذونًا شرعيًا، مما سمح له بزيارة القرى وكسب شعبية واسعة.

كان القسام يدرك خطر الصهيونية، لكنه ركز جهوده على مقاومة الاستعمار البريطاني، معتقدًا أن الثورة المسلحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الانتداب ومنع قيام دولة صهيونية. كما تميز بقدرته الفائقة على التنظيم واختيار الأعضاء والتخطيط للإمداد والتسليح. وربط بين النضال والعمل الاجتماعي. مهتمًا بتحسين حياة الفقراء ومكافحة الأمية.

عندما تدهور الوضع في فلسطين وزادت الرقابة البريطانية، خطط القسام لثورة جديدة من جبال جنين. في 15 نوفمبر 1935، اشتبكت قواته مع القوات البريطانية وفي 19 نوفمبر. كما استشهد القسام مع رفاقه في معركة غير متكافئة.

وهكذا، أصبح عز الدين القسام شهيدًا، وألهمت قصته النضالية الشعب الفلسطيني بأكمله. كما تم نقل الشهداء إلى حيفا حيث تم تكريمهم بجنازة مهيبة تحولت إلى مظاهرة وطنية كبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى