خانقاه الفرافرة: معلم تاريخي يعكس روعة الفن المعماري الإسلامي
تقع خانقاه الفرافرة في محلة الفرافرة بمدينة حلب، وقد شيدت خصيصًا لإيواء المتصوفين. أنشأها ضيفة خاتون، زوجة الملك العادل سيف الدين أبي بكر، في عام 1237م. يمثل هذا البناء رمزًا من رموز العمارة الإسلامية في تلك الفترة.
مدخل الخانقاه مزخرف بمقرنصة ذات ثلاث حطّات، تعلوها نقوش هندسية معقدة، بينما يزين المدخل لوحة تاريخية تذكر أن البناء تم في عصر السلطان الملك الناصر يوسف بن الكلك العزيز محمد. بعد المدخل، يوجد دهليز مُنكسر يقود إلى صحن مربع الشكل، تتوسطه بركة ماء مثمنة. وفي الجهة الشرقية للصحن، يوجد دهليز يؤدي إلى فسحة مربعة تحيط بها أجنحة صغيرة وثلاث غرف.
تتميز جدران الغرف والإيوان في الطابق الأول بأنها مائلة، ما يخلق تأثيرًا يشبه القبة المقطوعة من الأعلى. من الممر الذي يتفرع من هذا المكان، يؤدي ممر آخر إلى الطبقة الثانية التي تحتوي على غرف ذات أسقف نصف إسطوانية. في الجهة الغربية للصحن، هناك درج يقود إلى سطح الإيوان بعد المرور عبر ممر ضيق مسقوف، حيث توجد عدة غرف كانت تستخدم لإيواء المتصوفين.
أما الحرم، فيتوجها قبة مرتفعة تدعمها أربع زوايا مثلثية كروية، وفي أسفلها مقرنصات تستخدم لتحويل الشكل المثمن إلى دائري. المحراب في هذه الخانقاه مصنوع من الرخام، يحيط به عمودان رخاميان مزخرفان بتيجان مزخرفة، بينما تعلوه تزيينات رخامية ملونة على شكل جدائل غاية في الجمال والإتقان.