أرسينوي الثانية: الشخصية القيادية والسياسية في مصر البطلمية
كانت شخصية الملكة أرسينوي الثانية قوية وطموحة بدرجة لا مثيل لها في عصرها، فقد كانت أشهر وأقوى امرأة في زمانها، ولها تأثير ملموس على زوجها، الملك بطليموس الثاني. وعلى سياساته خلال حياته وبعد وفاته.
كانت أرسينوي الثانية أول ملكة للبطولة يتم تسميتها رسميًا من قبل زوجها خلال حياتهما. حيث أطلق عليها لقب “فلادلفوس”، والذي يعبر عن حبها لأخيها. وقد أظهر بطليموس الثاني حبه الشديد لزوجته أرسينوي الثانية، حيث يعتقد أنه قام بتسمية منطقة الفيوم في وسط مصر باسمها.
كان زواج أرسينوي الثانية من بطليموس الثاني هو زواجها الثالث، ورغم عدم إنجابها لأبناء مع زوجها. إلا أنها قامت بتربية أبناء زوجتها الأولى كأبناء لها، بمن فيهم حاكم مصر بعد وفاة بطليموس الثالث.
بعد وفاتها، أظهر زوجها تأثره بديانة المصريين القدماء. حيث وصفها بألقاب تعبر عن تقديره لها، ووضع لها تماثيل في المعابد المصرية لتُعبد مع آلهتها المصرية المعروفة. كما تم تمثيلها في التماثيل والعملات المعدنية كملكة مصرية ترتدي باروكة تحمل ملامح المصفوفة، مع تمييزها عن باقي ملكات عائلتها البطلمية وربطها بالملكات المصرية.
استخدم بطليموس الثاني زوجته أرسينوي الثانية لزيادة شعبيته بين المصريين. وكانت شعبيتها مستمرة حتى في العصر الروماني. حيث أُحييت ذكراها وطقوس عبادتها من قبل الكهنة.
كانت أرسينوي الثانية ملكة بلا منازع لمدة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات. وكانت تشارك في سياسة مصر الداخلية والخارجية، مما يجعلها ملكة ذات نوع خاص في فترة تاريخية مختلفة عن مصر القديمة. وهي فترة حضارية جديدة لها تأثيرها الخاص في الساحة السياسية والثقافية.
تمثال أرسينوي الثانية
تبينت مكتبة الإسكندرية أن الرداء المرتبط بتمثال الملكة البطلمية، الموجود في متحف الآثار بالمكتبة.يحمل مؤشرات تسهم في تحديد هوية الشخصية التي يمثلها التمثال. وتميل المؤشرات إلى أن يكون التمثال يعتقد أنه للملكة أرسينوي الثانية، زوجة بطليموس الثاني.
يعود التمثال إلى العصرين اليوناني والروماني، تحديدًا العصر البطلمي (القرن الثالث قبل الميلاد)، وأنه مصنوع من صخور الجرانيت الأشهب، وتم انتشاله من قاع البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل الإسكندرية. من مدينة “كانوبس” القديمة، عام 2000.