تاريخ ومزارات

رحلة الآراميين: من الجزيرة العربية إلى قلب الحضارات القديمة

في عمق التاريخ، بدأت قبائل الآراميين رحلتها العظيمة من أراضي شبه الجزيرة العربية. متجهة نحو الشمال في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد لتستقر في الأراضي الخصبة والمركزية والشرقية لسورية. مع مرور الزمن، توغل بعضهم أكثر نحو الشمال وجنوب العراق، حيث واجهوا الإمبراطورية الآشورية العظيمة. أسسوا ممالك عريقة مثل مملكة بيت عدن، التي تألقت على ضفاف نهر الفرات في تل برسيب. وامتدت حدودها شرقًا نحو البليخ وشمالًا غربيًا إلى منابع الساجور. كما استمرت حتى الألفية الأولى قبل الميلاد.

من هم الآراميين

وكذلك مملكة بيت بخياتي أو آرام النهرين بعاصمتها غوزانا، المتربعة على سفوح جبال الأمانوس الشمالية، والمعروفة أيضًا باسم بعودي، بالإضافة إلى ممالك حماة ودمشق الشهيرة. في العام 745 ق.م. كما شهدت هذه الممالك غزو تيجلات بيلاسر الثالث، الذي ألحق بها هزيمة ساحقة. وعندما توحدت تحت لواء مملكة حماة، واجهت هزيمة أخرى على يد سرجون الثاني في معركة قرقر الثانية عام 720 ق.م. مما عزز سيطرة الآشوريين على سورية.

أما الكنعانيون، فقد كانوا مزارعين ماهرين، متخصصين في زراعة الكروم والتين والزيتون، وابتكروا أدوات متطورة لجني المحاصيل وطحن الحبوب في مطاحن يدوية مبتكرة، واستخدموا الفضة كوزنات تجارية بديلة للعملة.

وبرع الفينيقيون في صناعات متعددة مثل الزجاج والنسيج الصوفي والقطني، واشتهروا بصباغة الأقمشة باللون الأرجواني الفاخر. كما كانوا من أوائل الشعوب البحرية التي أبحرت في التاريخ، حيث ارتقت مهاراتهم في الملاحة بفضل التجارة البحرية النشطة، واستطاعوا الإبحار ليلاً مستدلين بالنجم القطبي، الذي أطلق عليه اليونانيون اسم النجم الفينيقي، وقاموا برحلة استكشافية حول القارة الأفريقية، مكتشفين رأس الرجاء الصالح قبل الرحالة فاسكودي جاما بألفي عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى