تاريخ ومزارات

“نصوص الأنساب”.. أحد أهم مصادر التاريخ المصري القديم

أسماء صبحي

يمكن القول أن التاريخ المصري القديم يشمل الفترة من توحيد القطرين على يد “نعرمر” حوالي ٣١٥٠ ق.م وحتى غزو الإسكندر الأكبر للمنطقة عام ٣٣٢ق.م ، ويقسمه المتخصصون في علم المصريات حسب الأحداث الرئيسية والخصائص الحضارية إلى ثلاث عهود كبرى تفصلها فترات انتقالية.

مصادر التاريخ المصري القديم

ولذلك فإن كل من يرغب في دراسة تاريخ مصر القديم وحضارتها. يجب أن يعرف أولاً ما هي المصادر التي اعتمد عليها المتخصصون وأمدتهم بالمعلومات المتنوعة والتي نمتلكها الآن عن تلك العصور التي مضت منذ زمن بعيد. وكذلك معرفة الطرق التي اتبعها علماء المصريات لكي يتعرفوا على تواريخ حكم الملوك الذين تتابعوا على عرش مصر. ثم أخيرًا معرفة القيمة التاريخية لهذه المصادر، وتنقسم هذه المصادر إلى أربعة أنواع وكل نوع ينقسم إلى عدة أصول.

وفي مقدمة هذه المصادر من حيث الأهمية هي المصادر الأثرية “المادية”، والتي تعتبر “نصوص الانساب” إحداها. وتعرف بأنها عبارة عن النصوص التي يكتبها بعض الأفراد عن تاريخ حياتهم. ولكن هناك نوع خاص من النصوص أخذ يظهر في العصر المتأخر من التاريخ المصري. ولدينا عدد غير قليل من هذه النصوص، ولعل أهمهم ذلك النص الذي خلفه وراءه الكاهن “عنخف-إن-سخمت” من الأسرة ٢٢ اي حوالي ٧٥٠ ق.م .

كتب هذا الكاهن نسباً طويلاً لعائلته على لوح من الحجر الجيري يوجد الآن في متحف برلين ذكر عليه ستين جد له. وكتب أمام الكثيرين منهم اسماء الملوك الذين عاشوا أيامهم. وقد ثبت صحة وجود الكثيرين منهم من مصادر أخري. ولقد عاش هذا الكاهن حوالي ٧٥٠ ق.م ولكنه رجع بأجداده إلى الأسرة ١١ أي حوالي ٢١٠٠ ق.م أي خلال فترة لا تقل عن ١٣٥٠ سنة.

ورغم ذلك لا يخلو هذا النص من كثير من المآخذ. فقد أخطأ صاحبه في أكثر من موضع، كما ترك فجوات كثيرة في بعض العصور. ولكن ذلك كله لا يمكن أن يقلل من أهميته كمصدر تاريخي هام هو وغيره من نصوص الأنساب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى