تاريخ ومزارات

فتح إيلياء: اللقاء التاريخي بين عمر واليهودي ومصير الدجال

في عام 637 ميلادي، استطاع جيش الخلافة الإسلامية فتح مدينة القدس بعد غزوهم للأراضي التابعة للإمبراطورية البيزنطية وانتصارهم الحاسم على الروم في معركة اليرموك.

يذكر الطبري في “تاريخ الأمم والملوك”:

“ذكر سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما وصل إلى الجابية، نصحه يهودي بعدم العودة إلى بلاده قبل أن يمن الله عليه بفتح إيلياء. وفي أثناء تواجده هناك، شاهد عمر مجموعة من الفرسان يقتربون وهم يسلون سيوفهم. فأدرك عمر أنهم يطلبون الأمان، فأمر بأمانهم. وتبين أنهم من أهل إيلياء الذين جاءوا ليعقدوا صلحًا ويفتحوا المدينة له مقابل الجزية. بعد فتح المدينة، استدعى عمر اليهودي الذي نصحه، والذي كان يعاني من العمى. وعندما سأله عمر عن الدجال، الذي كان يسأل عنه كثيرًا، أخبره اليهودي أن العرب سيقتلونه بالقرب من باب لد.

ويقول سالم أيضًا: عندما دخل عمر الشام، استقبله يهودي من دمشق بالتحية وأخبره أنه لن يعود حتى يفتح الله عليه إيلياء. وبينما كان عمر معسكرًا في الجابية، انتاب الناس الذعر وتسلحوا، لكن عمر أدرك أن الفرسان القادمين هم من أهل إيلياء الذين جاءوا ليعقدوا صلحًا. وبذلك، أصبحت فلسطين مقسمة إلى نصفين: نصف مع أهل إيلياء ونصف مع أهل الرملة، وكانت تتألف من عشر كور. وشهد اليهودي الذي نصح عمر الصلح وأخبره أن الدجال من بني بنيامين وأن العرب سيقتلونه بالقرب من باب لد.

ويذكر خالد وعبادة أن العوام من أهل إيلياء والرملة هم من عقدوا الصلح مع فلسطين، وذلك بعد أن فرّ أرطبون والتذارق إلى مصر قبل وصول عمر إلى الجابية، وتم القبض عليهما لاحقًا.

ويقال إن سبب قدوم عمر إلى الشام كان طلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة أن يعقد صلحًا معهم على غرار صلح أهل مدن الشأم، وأن يكون عمر بن الخطاب هو المتولي للعقد، فكتب إليه بذلك وغادر المدينة.

ويقول عدي بن سهل: عندما طلب أهل الشام المساعدة من عمر ضد أهل فلسطين، استخلف عليًا وخرج لنجدتهم. وعندما علم علي بذلك، حذره من خطورة الأمر، لكن عمر أصر على المضي قدمًا في الجهاد. وانضم عمرو وشرحبيل إلى عمر في الجابية حيث تم الصلح، وشهدا على الوثيقة. ويذكر خالد وعبادة أن عمر عقد صلحًا مع أهل إيلياء في الجابية، وكتب لكل كورة وثيقة صلح، باستثناء أهل إيلياء.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى