السادة الجبارية: عراقة الأصول وتاريخ القيادة في قلب العراق
تعتبر الجبارية من القبائل العراقية المرموقة، وهم من السادة الأشراف الذين يرجعون في أصولهم إلى الإمام موسى الكاظم، عليه السلام. يقطنون في منطقة تتألف من تضاريس متنوعة شملت المرتفعات والهضاب والسهول، وتبلغ مساحتها الكلية حوالي 164,900 دونم حسب إحصاء 1957، وعلى الرغم من شساعة هذه المساحة، إلا أن الأراضي الزراعية فيها محدودة وتضم 34 قرية. تحيط بها قصبة چمچمال من الشمال، ومنطقة قره حسن من الغرب، وتفصل بينها وبين عشائر هماوند قصبة سنكاو وجبال سلباتو من الشرق، في حين تحدها من الجنوب مياه روخانة – باسرة، وتقع بينها وبين عشائر زنكنة وشيخان وطالبان.
أصل الجبارية
تنتشر مساكن وقرى السادة الجبارية عبر أربع محافظات، وهي: السليمانية في قضاء چمچمال، ومركز محافظة أربيل، ومركز مدينة كركوك، وناحية قره الخير، وقضاء الطوز، وناحية قادر كرم ضمن محافظة صلاح الدين.
يعود سبب تسميتهم بالجبارية إلى جدهم الأكبر السيّد عبدالجبار بن السيّد جبرائيل أبو الولاية، وهو ينحدر من سلسلة طويلة من الأسلاف الذين يعودون في نسبهم إلى الإمام موسى الكاظم، عليه السلام.
تنقسم القبيلة حاليًا إلى ثلاثة فروع رئيسية:
– البانكولية، الذين يعود نسبهم إلى السيّد إسماعيل بن السيّد جاني، ومنهم شخصيات بارزة مثل الشاعر الكردي ملا فتاح الجباري والشاعر معروف عبد الغني الرصافي.
– تكية الجباري، الذين يعود نسبهم إلى السيّد حسين بن السيّد شرف الدين.
– كولمة، الذين يعود نسبهم إلى السيّد عبد الكريم بن السيّد حسين.
على الرغم من انتشار السادة الجبارية في جميع محافظات العراق، إلا أن تواجدهم الأكبر في المحافظات المذكورة أعلاه.
كانت رئاسة العشيرة في السابق من نصيب أبناء السيّد محمد بن السيّد حمد، لكنها انتقلت الآن إلى السيّد عدنان بن السيّد عبد الله، الذي يتمتع بالكفاءة والقدرة على قيادة العشيرة.
لعب السيّد محمد الجباري دورًا مهمًا في تاريخ الكرد، حيث كان حليفًا للشيخ محمود الحفيد، ملك كردستان العراق، وشارك في ثورته ضد الاحتلال البريطاني في السليمانية. كما كان مديرًا لناحية الجباري في عام 1919، وفقًا لما ورد في كتاب ادموندر. وكان متقنًا للغات العربية والتركية والفارسية بالإضافة إلى الكردية.
شارك أيضًا في معركة الشعيبة في محافظة البصرة، حيث قدمت العشيرة شهداء في هذه الملحمة التاريخية، وتمازج دماؤهم مع العشائر الكردية الأخرى في الدفاع عن العراق.