رحلة قمر الدين من الشام إلى موائد العالم العربي
في ظل العديد من المشروبات الرمضانية المعروفة، يتألق عصير قمر الدين كأحد الخيارات الرائجة خلال الشهر الفضيل، حيث يظل ضيفا دائما على موائد الطعام في الأسر العربية.و هو عبارة عن ثمار المشمش المجفف، وتتم عمليته بصب عصير المشمش الناضج في صوان كبيرة أو على ألواح خشبية ملساء، حيث يترك ليجف تحت أشعة الشمس، ثم يقطع ويحفظ في أكياس بلاستيكية للاستخدام المستقبلي.
اقترحت العديد من النظريات حول أصل اسم قمر الدين. تقول إحدى النظريات أنها سميت باسم مخترعها، وهو رجل سوري يدعى قمر الدين. قيل إنه كان وسيمًا جدا لدرجة أنه يشبه القمر، ومن هنا جاء الاسم.
هناك نظرية أخرى تقول أن موسم المشمش تزامن مع رؤية القمر الجديد الذي يمثل بداية شهر رمضان في العام الذي صنع فيه قمر الدين. هناك نظرية مماثلة، منتشرة في مصر، تسند أصل الاسم إلى الخليفة الذي كان معروفا باحتفاله مع قمر الدين.
سبب التسمية
وفي سياق سلسلة “البداية فين”، التي نستعرض فيها يوميا أصول العديد من العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية خلال شهر رمضان الكريم، نتطرق اليوم إلى قصة قمر الدين وأصل تسميته.
وفقا لمواقع تاريخية، يعود أصل تسمية قمر الدين إلى قرية أمر الدين الشامية، حيث تغير الاسم ليصبح قمر الدين. قد يكون هذا هو السبب وراء شهرة سوريا في إنتاج قمر الدين منذ القدم. يعتقد بعض الخبراء أن أصول المشمش تعود إلى غرب الصين وآسيا الوسطى وربما كوريا واليابان أيضا، حيث بدأت زراعة المشمش بشكل منظم ومكثف في الهند قبل 3000 سنة قبل الميلاد.
تاريخ نشأته في الصين يدعم بفكرة أن الموطن الأصلي للمشمش هو الصين، حيث كان ينمو بشكل بري في جبال بكين وعرف في الصين قبل الميلاد بآلاف السنين، قبل أن يزرع فيما بعد في الهند وإيران واليابان.
و يعتقد أن صناعته تعود إلى العصر الأموي، وذلك بحسب تقارير وصفحات تاريخية، بالتحديد في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، الذي يُعتقد أنه كان أول من استمتع بمشروب قمر الدين. جاء ذلك كاحتفال برؤية هلال شهر رمضان، وتم تسميته بهذا الاسم نتيجة لارتباطه بتنفيذ أمر الله في صيام شهر رمضان.