المزيدحوارات و تقاريرعادات و تقاليد
أخر الأخبار

من أعراف البادية «إمبَلّمْ ما يتكلّم»

سيناء – محمود الشوربجي

لا زال أبناء القبائل يحتفظون بأعرافهم وتقاليدهم بالرغم من الحداثة والتطور السريع والغير مسبوق، لكن الأعراف والتقاليد المتعارف عليها ثوابت لديهم، وفي سيناء جملة دارجة «إمبَلّمْ ما يتكلّم» أي ساكت ولا يتحدث.

وذكر راشد بن حمدان الأحيوي، في تقرير سابق نُشر في البادية اليوم، أن البلمة هو الرجل الذي لا يستطيع الاحتجاج في قضيّة ما لجهله بعلم القضاء البدوي. وحاله وحال الساكت واحد لأنّه لا يستطيع التعبير عن حقّه إن كان مجنيا عليه أو الدفاع عن نفسه إن كان جانيًا.

وأوضح “الأحيوي” أن الزبيدي ذكر ذلك قائلًا: «أبلم الرجل إبلاما سكت» (تاج العروس: بلم). وحدّثني الشيخ إسليم بن سليم أبو غريقانة الأحيوي فقال: هو الرجل الذي يجهل علم الرجل. فلا يعرف أن يحتج أو أن يقاضي الطرف الآخر وعندها لا بدّ له من البحث عن كبير يفهم في علم الرجال ليكون كبيرا له.

وذكر أيضًا، حدّثني الحاج زيدان بن زيدان القاشم الأحيوي فقال: البلمة هو الذي لا يعرف أن يقاضي ولا أن يطالب. وحدّثني علي بن عيد بن سالم بن نصّار النجمي الأحيوي فقال : هو الرجل الذي لا يفهم في علم الرجال.

إمبَلّمْ ما يتكلّم

ولعل من أوضح وأدلّ التعابير على ذلك وصفهم الرجل الذي يُمنع من الإحتجاج أنّه (مبلّم ما يتكلّم).

وتابع “الأحيوي” حدّثني علي بن عيد بن سالم بن نصّار النجمي الأحيوي فقال : من برّك الجيرة وَرَدَ على المسعودي (إمبَلَّمْ ما يتكلّم) فدفع الجيرة يعني أنّه الإقرار والإعتراف.

من ناحيتهما قال الأستاذان كمال الحلو وسعيد ممتاز “إذا وصلت القضية للمنشد فإن الجاني يجلس (مبلّم ما يتكلّم). أي أنّ المنشد لا يسمع سوى حجّة الطرف المجني عليه فقط ويصدر أحكامه بناءًا على هذه الحجّة فقط”.

وقال عبد الكريم عيد الحشّاش : “منشد قطع الحقّ : تحال إليه القضايا الواضحة برضى الطرفين أو من عند قاضي المنشد السابق. وقاضي المنشد هذا هو الذي يفرّض الغرامة. وقالوا عنه منشد  ( قرض وفرض ) أي هو الذي يقرّض ويفرّض وعلى الجاني أن يتحمّل. والذي يدفع الرزقة عند منشد قطع الحقّ هو الجاني فقط ولا يحقّ له أن يدلي بحجّة (مبلّم ما يتكلّم) وقالوا يدفع رزقه ويتأخّر إلى الوراء”.

وقال مسلّم الحوص : ” القضيّة لا تصل إلى المنشد إلاّ إذا كانت صافية. والخصم يقولون عنه (مبلّم ولا يتكلّم) أي لا يفتح فمه لأنّه مذنب أصلا “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى