د. صلاح سالم يكتب..
تحديات 2021
عام جديد حل علينا بعدما ودعنا عاما ترك بصمات ثقيلة.. ودعونا مما فات ولنستشرف المستقبل القادم ونحن مقبلون على تحديات كبيرة ولعل أولها مواجهة الموجة الثانية والتحور الحادث في فيروس كورونا وكيف سنواجه الأعداد المتزايدة وقوة وصلابة النظام الصحي في المواجهة والتي تركت أثرا حتى على الدول التي تمتلك اقتصادا قويا وأنظمة صحية متقدمة.. أما التحدي الكبير هو كيف نتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة في ضوء تصريحات الرئيس المنتخب عن ملف حقوق الانسان والرئيس ترامب عن المعونة الأمريكية وانها تستخدم لشراء أسلحة روسية.. وهذا التصريح لايجب أخذه باستخفاف بل يجب دراسة دلالاته.. وحسنا فعلت وزارة الخارجية بالتعاطي مع بعض الملفات والتي في جعبة اللجنة العليا لحقوق الإنسان والتي تتمثل فيه كل الوزارات المعنية والجهات السيادية وعرض هذه الملفات على مجلس الوزراء.. واتخاذ بعض القرارات الايجابية ..اما التحدي الاقليمي فهو مشكلة ليبيا والتي كلما تقترب من الحل تصب تركيا عليها زيت الحرب لتشعل الصراع المرتبط بالمصالح الاقتصادية.. ولاشك أن تركيا وإيران تحاولان اقتسام النفوذ في اتفاق غير مكتوب.. تركيا تحتضن قطر فور أن لفظتها الرباعية المصرية الخليجية وتفرض نفوذها في شمال العراق وسوريا هذا بالإضافة الى تواجدها القديم في الصومال وبقوة.. وتحاول التواجد عنوة في شرق المتوسط وبرغم انها عضو في حلف الناتو إلا انها تتسلح بأحدث الأسلحة الروسية على غير هوى أمريكا وهنا وبرغم اختلافنا الشديد مع النظام التركي الذي يحمي ويأوي أعضاء الجماعة الإرهابية التي تضمر العداء التاريخي لمصر فإن التبادل التجاري والسياحي على اعلى مستوى وننتظر يوما تفتح فيه قنوات سياسية بطريقة براجمتية تعلي الايجابيات وتقوض السلبيات.. أما إيران التي تستخدمها إسرائيل وأمريكا كفزاعة لدول الخليج لابتزاز ثرواتها وتشغيل مصانع السلاح.. والتي أكاد أن أجزم انها لا ولن تدخل في أى مواجهة عسكرية لا مع أمريكا ولا إسرائيل ليبقى الحال على ماهو عليه وتبيض المواجهة المزعومة دولارات ذهبية للخزانة الأمريكية.. فهي تراها تتمدد في اليمن ولبنان والعراق وسوريا ولكن بحساب ومن أجل هدف تم تحديده بعناية وستظل اسرائيل بعيدة عن بؤرة الصراع وتكون ايران هي الهدف ويتوالى فتح السفارات الإسرائيلية في مزيد من البلدان العربية والإسلامية وستظل القضية الفلسطينية لم تبارح مكانها إلا إذا تغيرت العقلية التي تدير الصراع واعتقد أنه سيحدث .. فلو تخيلنا انهم وافقوا على ماحصل عليه الرئيس السادات لكانوا اليوم يتفاوضون على وضع المطارات وتسليح القوات في الدولة الفلسطينية… وفي ظل اللعبة الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية فلامانع من فتح قنوات سياسية مع ايران وربما تتطور فيما بعد مع الحفاظ على العلاقات الخليجية واحداث توازن ما وخاصة أن الامارات لها علاقات وتمثيل دبلوماسي مع إيران رغم أن الأخيرة تحتل جزر اماراتية….من منطلق القوة التي لايفهم العالم سواها ومن تحت عباءتها تنطلق القنوات الدبلوماسية والقوى الناعمة تستطيع مصر الحفاظ على دورها الإقليمي والدولي .. صحيح أن جيش مصر يدافع ولايحتل كما قال سيادة الرئيس ولكن التحديات الإقليمية التي تفرض نفسها في المنطقة تجعلنا نطمع في مزيد من القوة والاستمرار في تنويع مصادر السلاح والذي انتهجته القيادة السياسية بحنكة واقتدار.. وفي نفس الوقت الانفتاح السياسي والدبلوماسي على كل القوى الإقليمية والانطلاق الأوسع والأكبر نحو السوق الإفريقية فهي الكنز الاستراتيجي والعمق الاقتصادي لمصر.