بتوجيهات من السيسي.. مصر تُحيي صناعة “الحرف اليدوية” في معرض “تراثنا”
أحمد عبد الحكيم – أسماء صبحي
أقيم معرض “تراثنا” تحت رعاية جهاز تنمية المشروعات، وقد افتتح المهرجان هذا العام في مركز مصر للمعارض الدولية، وصرحت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة والرئيس التنفيذي للجهاز، إن تنظيم هذا المعرض يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد افتتح سيادته المعرض هذا العام في طوره الثاني وقام بجولة تفقدية في المعرض للاشراف على ما قد تم تنفيذه ولمتابعة جميع الانشطة التي ضمها المعرض.
وتثبت مصر سنوياً أنها وعلى مر العصور، قدمت الفن بشتي أنواعه وامتلكت الحرف اليدوية الفنية والتي عكست فنون شعب وثقافة قومية وهوية أمة وشخصية حضارة، والتى جمعت في كل ما تنتجه بين حضارة فرعونية ذات طابع تاريخي وبين فنون قبطية وإسلامية لها تأثير في الفن، ونتيجة لذلك انبثق لنا من أبناء هذه الأرض محترفو الصناعات والحرف اليدوية الفنية والتي ميزتهم عن غيرهم، حتى وأنه يمكنك إيجاد الاختلاف بين كل محافظة وأخري في التفرد بصناعة معينة واتقان الفن المميز لها عن غيرها، وجميعها مقومات أولتها الدولة الاهتمام في تنظيم “تراثنا” من أجل إخراج تلك الفنون إلى النور وتحت رعاية الرئيس السيسي الذي شجّع أصحاب تلك الحرف من أجل الاستمرارا بها والعمل على عدم اندثارها، كما يتيح معرض تراثنا فرصة نادرة لأصحاب الذوق الرفيع في مشاهدة الفن المصري المتفرد بشخصية صناعية ولمشاهدة الإبداع الحرفي في شتي مجالاته.
فعاليات المعرض
وانطلقت فعاليات المعرض بمشاركة حوالي 620 عارضًا و45 جمعية أهلية من جميع محافظات مصر ومختلف الوزارات والجهات المعنية بتنمية المشروعات الصغيرة في الفترة بين السبت الموافق 10 إلي الخميس الموافق 15 أكتوبر، يوميًا من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وكان الدخول مجانا.
وضم المعرض مشاركة متميزة لوزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية، ومركز الحرف التقليدية بالفسطاط، ووزارة الشباب والرياضة، والمجلس القومي للمرأة، وغرفة الأثاث، وكرييتف إيجيبت باتحاد الصناعات، والمجلس التصديري للحرف اليدوية، وغرفة الحرف اليدوية، ومدينة دمياط للأثاث، والغرفة التجارية بدمياط مشروع تنمية الصعيد بمحافظتي قنا وسوهاج بوزارة التنمية المحلية، والمؤسسة القومية بوزارة التضامن الاجتماعي.
ويعد هذا المعرض أكبر ملتقى للمبدعين والحرفيين والصناع المهرة من مختلف محافظات الجمهورية من ناحية، ونافذة لتسويق منتجاتهم من ناحية أخرى سواء من خلال البيع المباشر أو عن طريق إبرام التعاقدات مع جهات مختلفة والتصدير للخارج.
ومن بين منتجات المعرض على سبيل المثال المشغولات الفضية والنحاسية، والمنتجات الزجاجية، والصدف والخوص والسجاد اليدوي، والخزف، والحجازة، والإكسسوار الحريمي، ومنتجات الجلود، ووحدات الإضاءة.
كما تضمن المعرض العروض الحية أثناء تقديم المشاركين طرق تصنيع المنتجات المختلفة علنًا ومباشرة للجمهور المشارك للتعرف على مدى الحرفية والمهارة التى يتمتع بها أصحاب أي صناعة مصرية.
واستحق المعرض والقائمون على التظيم هذا العام الاشادة بتخصيص جناحًا لعرض منتجات ذوي الهمم، وطلبة جامعات عين شمس والأزهر والإسكندرية وبنها وجامعة أكتوبر للعلوم والآداب.
مشاركة السيناويات
وعقب افتتاح المعرض للجمهور، تنوعت عمليات الشراء للقطاعات المختلفة، لكن أجنحة التطريز اليدوي أخذت نصيبًا كبيرًا من الجمهور، وشوهد عددًا من النساء السيناويات المشاركات بمعرض تراثنا هذا العام.
ومن جهتها؛ قالت “فتحية” من شمال سيناء مدينة بئر العبد وتعرض منتجاتها بمعرض تراثنا، إنهم يتمتعوا بتراث قيم من الملابس اليدوية المصنعة والمطرزة ويعملون على تطويرها دائما لملابس معاصرة.
وأضافت: “نتميز بمأكولاتنا الطبيعية من الزيت الزيتون البكر والهريسة والزعتر والتمر والعجوى التي تعطي نسب مناعة عالية داخل الجسم وغيرها من المأكولات، ويعد معرض “تراثنا” من أجمل المعارض، كما أن وزارة التضامن التي ساعدت في عرض مشغولات المرأة من سيناء داخل المعرض (فارشين لسيناء الأرض ورد) وربنا يحفظ بلدنا وجيشنا وشرطتنا”.
فيما قالت “زينة”، التي تعرض شغل العبايات العربية وعددًا من قطع الملابس التي تحمل الطابع السيناوي المطرزة يدويًّا، إن الدولة تقدم لهم الدعم وتحديدًا المرأة في سيناء من إتاحة فرص لتسويق منتجاتهم وتشجيعًا منها على مشاهدة منتجاتنا من الحرف اليدوية وتنميتها.
بدورها، قالت “سناء”، إنها ومعها عدد من الفتيات في سيناء يعملوا على التطريز البدوى من التراث القديم ويقوموا بتجديده وتطويره، وبذلك تجد النساء فرصًا جديدة للعمل بدافع تسويقها.
وتقول “خلود”، وهي إحدى الفتيات وتقوم بعرض منتجاتها اليدوية داخل معرض تراثنا بأرض المعارض، إنها تشكر الرئيس والدولة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة على دورهم البارز في دعمهم الدائم لدخول المعارض وتسويق الحرف والمشاريع وتصديرها للخارج.
الإقبال على المنتجات السيناوية
وفي السياق ذاته؛ أكدت آمال زيدان، رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء، أن محافظة شمال سيناء تشارك في المعرض للعام الثاني على التوالي بعدد 11 جمعية أهلية و 10 عارضين من أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والعاملين بها من مشروعات التشغيل اليدوى والحرف اليدوية والمنتجات الحرفية المختلفة المستفيدين من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يتم عرض منتجاتهم المتميزة من الكليم البدوى السيناوي والعبايات والملابس المطرزة وغيرها من الأشغال اليدوية والمنتجات المصنعة يدويا من التراث المعبرة عن تراث سيناء بعد تطويرها لتتمشى مع المعاصرة.
وأشارت زيدان، إلى الإقبال الكبير على جناح محافظة شمال سيناء، وأنه تم توقيع عقود لفرص تعاقدية مع عدد من المصدرين ورجال الأعمال واتحاد المصدرين لتسويق المنتجات عن طريق المعارض الدولية والسفارات الأجنبية، منوهة إلى أنه نتيجة لهذا الاقبال فقد لجأ بعض العارضين إلى تزويد منتجاتهم بمنتجات أخرى إضافية لتلبية احتياجات الطلب عليها من خلال المعرض.
كما أكدت على دور الجهاز في دعم ومساعدة المنتجين وأصحاب المشروعات من خلال المعارض المحلية والإقليمية والدولية لتشجيعهم على التسويق والتعاقد مع بعض الجهات والسلاسل الكبرى لتوزيع منتجاتهم، إلى جانب التصدير إلى الخارج.
وأضافت أنه سيتم الإعداد لإقامة المعرض المحلى في شهر يناير المقبل، والذي يقام سنويًا في مقر نقابة المهندسين بالعريش لدعم الأسر المنتجة والمنتجين في المنازل.
ومن جهته؛ أشار طارق الشوربجي، مسؤول الخدمات الغير مالية في فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء، إلى التسهيلات المقدمة للعارضين والمشاركين في معرض تراثنا من تخفيض قيمة المشاركة لعارضي محافظة شمال سيناء تشجيعا لهم، إلى جانب توفير الإقامة للعارضين والمشاركين في المعرض.
مشاركة شبابية
كما شاركت النحاتة مي عبدالله، التي كانت أعمالها حديث السوشيال ميديا في الفترة الماضية في معرض “تراثنا”، وذلك لشدة براعتها وجمالها، فبعد أن يأس الناس من التماثيل القبيحة التي انتشرت في الميادين، بحثوا عن نماذج فنية تستحق أن تظهر للنور، فكانت تماثيل مىي في الصدارة.
وقالت مي، إنها لم تصدق نفسها حين دعاها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة للمشاركة في المعرض، خصوصاً أنها تعيش في المنيا، وهذا يعنى أن ما يتم ترديده دائماً أن فنان الأقاليم لن يجد أبداً اهتماماً من القاهرة محض وهم، لأن مواقع التواصل الاجتماعي كسرت هذه الحواجز.
وتابعت مي التي تكرس حياتها تماماً للنحت، إنها تجد صعوبة كبيرة وهي تصنع تمثالاً لأحدهم في الفصل بين روحه وملامحه، فإذا كان يملك مثلاً ملامح جميلة وروحاً شريرة أو عصية، سوف ينعكس ذلك في العمل رغماً عنها، لهذا تتجنب الأشخاص الذين لا تحبهم، أو لا ترتاح إليهم، لأن مهمة الفن في المقام الأول أن يعكس الجمال، لا القبح.
واتفق معها أحمد مجدى، الرسام الذي كان يجاورها في المعرض، فيقول إنه يبذل مجهوداً في دراسة نفسية الشخص الذي سيرسمه، إذ يتحدث معه – قبل أي شيء – عن حياته، ومشاعره، فهو لا يرسم -عكس ما هو سائد- ملامح الشخص، إنما حالته.
وسألته عما بإمكانه أن يفعل إذا كان الشخص الذي سيرسمه لا يستطيع التعبير عن نفسه؟ أجاب أنه في هذه الحالة يحاول فهمه من لغة الجسد، فسألته: وإذا كان مُحكم الغلق؟ قال: “ليس هناك إذن سوى العينين، فمن خلالهما نستطيع أن ننفذ إلى روح الشخص”.
لقاء السيسي بإحدى المشاركات بالمعرض
وأشار الرئيس السيسي الى ضرورة تقديم العون والمساندة لكل الفئات المستحقة من أجل إبراز مثل تلك المشروعات.
وحظيت إحدى المشاركات بالمعرض ياسمين فؤاد كشك من ذوى الاحتياجات الخاصة “ذوى الهمم – كفيفة” بلقاء السيد الرئيس والتي حصلت على قرض من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتنفيذ مشروع للمشغولات اليدوية، والكروشيه.
وحصلت أيضًا على التكريم من محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار، وأكد المحافظ على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لكافة الفئات المستحقة للمساندة من أبناء محافظة الدقهلية، كما أشار إلى أن المحافظة بكامل أجهزتها تبذل الجهود الكبيرة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بالتعاون والتنسيق المستمر مع الوزارات المعنية والهيئات المختصة.
تكريم فنان من زوجة السيسي
وعلى صعيدٍ آخر؛ قال محمد مختار، الفنان التشكيلي، والفائز بجائزة أفضل مشروع حرفي متناهي الصغر في معرض “تراثنا”، إنه حصل على قرض من جمعية خيرية تابعة للبنك الممول للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن الصندوق يقوم بعمل مسابقة لجميع الحرف اليدوية على مستوى الجمهورية.
وأَضاف مختار، أن الجمعية الخيرية المشارك من خلالها قامت بإرسال الأعمال للصندوق الممول، من أجل المسابقة، وقام بعرض كافة المشروعات، وانتقاء الأفضل منها، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة لدراسة الأعمال، وجاء ترشيحه من خلال اللجنة لـ معرض “تراثنا”.
وأعرب مختار عن شعوره بالفخر والسعادة، خلال تكريم السيدة “انتصار السيسي” له، وذلك خلال افتتاح معرض “تراثنا”، معقبا “كان حلم لأي مواطن أو فنان”.
وتابع: “الجائزة كانت عن مجمل الأعمال، وقمت بالمشاركة بـ 25 لوحة، أغلبها النحت على الخشب والألمنيوم، وأعمال بالرسم من خلال الزيت”.
ختام المعرض
وأتت ثمار المعرض بتصريح من وزيرة الصناعة، بأن 10 آلاف شخص زار معرض “تراثنا” و28 قطاع شارك بالمعرض هذا العام، هذا بالإضافة إلى العديد من الرعاة منهم شركة اتصالات، وجوجل، ومنظمة العمل الدولية، والمصرف المتحد، والجمعية المصرية للتأمين التعاوني، وبنك التعمير والإسكان، والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.
وختاماً للمعرض أشادت وزيرة الهجرة، بروعة وإبداع الحرفيين المصريين، لتخرج المنتجات بصورة دقيقة ومبهرة في شتى المصنوعات التي ضمها المعرض بين جنباته، بأياد مصرية أبدعت في التصميم والإنتاج لمختلف منتجات المعرض.
وتابعت السفيرة نبيلة مكرم، إن المنتجات التراثية المصرية تفوق في جمال تصميماتها وروعتها المنتجات الموجودة في الأسواق، وتحتاج إلى الترويج الجيد لها داخلياً وخارجيًا.
وأضافت وزيرة الهجرة، أن الوزارة تعمل على تعريف المصريين بالخارج بجهود الدولة في دعم الاستثمار بشكل عام والحرف والصناعات الصغيرة أيضًا.
توفير فرص عمل
ومن جهته؛ أكد الدكتور وليد جاب الله، خبير التشريعات الاقتصادية، أن افتتاح الرئيس السيسي لمعرض “تراثنا” للحرف اليدوية والتراثية، يأتي في إطار حرص القيادة السياسية على الاهتمام بكافة أوجه التنمية في مصر سواء من الجانب الجغرافي بالمحافظات، أو إقامة المشروعات القومية العملاقة، أو مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال جاب الله، إن معرض “تراثنا” يساعد بشكل كبير في توفير فرص عمل وتشغيل الشباب مما يُحد من البطالة، مشيرًا إلى أن الصناعات الحرفية والتراثية لا تحتاج لرأس مال كبير، وبالتالي فإنه يدعم الاقتصاد المصري.
وأضاف جاب الله، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالصناعات والتراثية مما يشجع رواد الاعمال للاستثمار في هذه الصناعات الحرفية، مما سيُقلل من استيراد المنتجات من الخارج.