تطور الفلسفة الرواقية من زينو الرواقي إلى مدارس روما
الفلسفة الرواقية، أو المدرسة الرواقية، كانت تيارًا فلسفيًا نشأ في أثينا في بدايات القرن الثالث قبل الميلاد، وكان زينون الرواقي هو مؤسس هذا المدرسة الفلسفية. اختلفت الفلسفة الرواقية عن أفكار الفلاسفة السابقين مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو. إذ ركزت على التجريب العملي والحياة الواقعية بدلاً من التأمل النظري.
الفلسفة الرواقية تعتبر الفضيلة وصنعها في الحياة الواقعية هي الهدف الرئيسي. بمعنى آخر، لا يكمن الجوهر الحقيقي للفلسفة في القول بل في الفعل والسلوك. يؤمن الرواقيون أن الفضيلة تكفي لتحقيق السعادة، وأن الشخص الحكيم لا يتأثر بالتقلبات العشوائية للحظة السيئة. كما يرون أن العواطف تنشأ من الخطأ في التقدير، والشخص الذي يتمتع بالأخلاق والحكمة لن تؤثر به العواطف والمشاعر.
تعتبر الفلسفةأيضًا الحياة من وجهة نظر طبيعية. حيث يعتقدون أن الإنسان يعيش وفقًا للطبيعة. وأن القدر يحدد الأمور في الحياة. يركزون على الوحدة الكونية ويدعون إلى العيش وفقًا لروح عالمية وعلاقات إنسانية متحدة.
أهم الأفكار التي تحملها الفلسفة الرواقية تشمل النظرة المادية للعالم. حيث يرون كل شيء ككائن مادي ويؤمنون بأن المعرفة تتحقق عبر التجربة العملية بدلاً من العقلانية فقط. كما يقدمون وجهة نظر منطقية مادية حول الكون ووجود الله.
تم استمرارية المدرسة الرواقية حتى العصور اللاحقة في روما، حيث أثرت على العديد من الفلاسفة مثل سينيكا وأبكتيتس وماركوس أوريليوس. ومع ذلك. انتهت بإغلاق المدارس الفلسفية في عام 529م بأمر من الإمبراطور جستنيان الأول، الذي اعتبرها مخالفة لتعاليم المسيحية.