منظمة أيلول الأسود.. تحديات ونجاحات في مواجهة اليأس والإحباط
هي منظمة فلسطينية تأسست في أوائل السبعينات بعد الصدامات التي وقعت بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني، مما أدى إلى خروج الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان. وقتها. كانت مشاعر اليأس والإحباط وخيبة الأمل تسيطر على جميع الفلسطينيين، حيث لم يكون بإمكانهم تنفيذ عمليات فدائية تقليدية ضد إسرائيل بسبب خروجهم من الأردن. ولهذا السبب، أصبح من الضروري إنشاء منظمة أيلول الأسودكرديف كإضافة للمقاومة الفلسطينية. حيث لم تكن هذه الأخيرة قادرة على تحمل مسؤولياتها بالكامل من الناحية العسكرية والسياسية في ذلك الوقت.
يشير الى أن قيادة المقاومة الفلسطينية انعقدت بكامل هيئتها في شهر أيلول 1971 واتخذت عدة قرارات. منها تعزيز قواعد المقاومة في الأردن ولبنان. وشن هجمات على إسرائيل انطلاقاً من الجنوب.
رغم ارتباط اسم صلاح خلف بتلك المنظمة، إلا أنه نفى دائمًا أي علاقة له بها لأسباب سياسية. وأعربت حركة فتح عن أن قادة وأعضاء منظمة أيلول الأسود قطعوا علاقتهم بالحركة ولم يعودوا أعضاء فيها. وكانت المنظمة في ذلك الوقت غير معترف بها دوليًا وعربيًا، وكانت تسعى للحصول على الاعتراف بها. لذلك، انأت بنفسها عن تبني عمليات عسكرية باسم “فتح”. التي قد تحولت دون تحقيق مكاسب سياسية على الصعيدين العربي والدولي.
صلاح خلف كان عدوًا لدودًا لعمليات الاغتيال والإرهاب بشكل عام، ولكنه لم يخلط بين “العنف الثوري” و”الإرهاب”. وبين ما يشكل تأثيرًا سياسيًا وما لا يشكل. رفض العمل الفردي ودعا إلى حلول تعتمد على جهود الجماهير الشعبية. أنهى قادة حركة فتح عمليات “أيلول الأسود” بعد تحقيق جميع الأهداف التي وجدت من أجلها، وعادوا إلى صفوف الحركة الأم فتح.
تأثير أيلول الأسود على الوعي الفلسطيني
قيادة المنظمة كانت تتألف من كوادر حركة فتح والرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية. بما في ذلك الأفراد الذين تلقوا دورات أمنية في معهد البحوث الاستراتيجية التابع للمخابرات المصرية في منتصف عام 68.
قامت المنظمة بسلسلة من العمليات، من بينها اغتيال وصفي التل في نوفمبر 1971. ومحاولة اغتيال زيد الرفاعي في ديسمبر 1971. وعملية ميونخ في سبتمبر 1972 التي أسفرت عن مقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا خلال دورة الألعاب الأولمبية. كما نفذت عمليات أخرى مثل اغتيال موشيه حنان يشي ومحاولة احتجاز أعضاء الحكومة الأردنية في عمان. وعمليات أخرى في الخارج.
أضافت هذه العمليات إلى شهرة منظمة أيلول الأسود ولقت تأييدًا واسعًا بسبب دقة التنظيم واختيار الأهداف الصعبة. وكانت مصدر فخر للفلسطينيين. مما دفع العديد من القادة والمنظمات إلى محاولة تبني عمليات مماثلة. ومع ذلك، لم تكن لهم أي علاقة بأيلول الأسود، وقد أضرت تلك المحاولات بفهم العالم للفرق بين العنف الثوري والإرهاب.