تاريخ القرامطة: مأساة فرقة إسلامية دموية وأحداث مظلمة
تعد فرقة القرامطة من الفصائل الإسلامية التي ارتبطت بأحداث دموية وعنف غير مسبوق في تاريخ الإسلام. وصِفت هذه الفرقة بهذا الاسم نسبة إلى الدولة القرمطية التي انفصلت عن الدولة الفاطمية. وذلك بعد ثورة اجتماعية اكتسبت طابعًا دينيًا. كان مقر دولتهم في محافظة الأحساء في شرق الجزيرة العربية، ومن بين جرائمهم البارزة سرقة الحجر الأسود من بيت الله الحرام.
القرامطة هم في الأصل منشقون عن الحركة الإسماعيلية.وكانوا يعتقدون في عودة الإمام محمد بن إسماعيل في صورة المهدي المنتظر. وظنوا بأن الإمام عبيد الله المهدي خدعهم. فأوقفوا الدعوة له وعارضوا مسألة العصمة.ولذلك كان لديهم موقف يبيح سفك دماء خصومهم، مما أثار الرعب والإرهاب في البصرة والأحواز خلال ثورة الزنج.
استمر هجوم القرامطة على أطراف مكة. والحجاج القادمين من العراق والشام وغيرها. مما أثر سلبًا في أعداد الحجاج. في عام 317 هـ، أُفتِيَ ببطلان الحج لحماية الأنفس والأعراض.
في العام 337 هـ، قاد أبو طاهر القرمطي هجومًا على مكة المكرمة.قتل خلاله الناس داخل الحرم وفي شوارع المدينة، ونزعوا الستار عن الكعبة وأخذوا الحجر الأسود. استمرت جرائمهم حتى نجحوا في استرجاع فدية هائلة من العباسيين مقابل إرجاع الحجر الأسود إلى مكانه.
في نهاية المطاف، سقطت القرامطة بفعل انكماشهم الداخلي. بعد أن أسندوا إمارة البحرين إلى شاب ادعى أنه المهدي المنتظر. قام ذلك المزعوم بإعدام العديد من أعيان الدولة. دفع بالقرامطة إلى الهجرة إلى إيران.
في منتصف القرن الخامس، تمكنت قبائل عوين وبعض القبائل العربية الموالية للعباسيين والسلاجقة من هزيمة القرامطة وطردهم من إقليم الأحساء والبحرين. كانت هذه الحادثة نهاية لحقبة امتدت لقرابة قرنين من الزمن. شهدت فيها القرامطة استباحة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.