مشروع الربط التجاري بين مصر والأردن والعراق: هل هو حل لأزمة البحر الأحمر؟
بعد أن شنت جماعة الحوثي هجمات على سفن تجارية دولية في البحر الأحمر وهددت بعرقلة حركة الملاحة في قناة السويس. أصبح مشروع الربط التجاري بين مصر والأردن والعراق أكثر أهمية وضرورة. وبدأت تظهر فكرة إنشاء مسارات جديدة تصل مصر بدول الخليج.
الخط العربي الذي يربط بين الدول الثلاث. والذي تم التنسيق بشأنه بين وزارات النقل في مصر والعراق والأردن وبالتعاون مع شركة الجسر العربي للملاحة. كما دخل مرحلة التشغيل الأولى في بداية العام الحالي.وفقاً لبيان صادر عن وزارة النقل.
تتضمن المرحلة الأولى من هذا الخط ربط ميناءي العقبة الأردني ونويبع المصري على خليج العقبة ونقل البضائع منهما براً. في الوقت الراهن. عبر سيناء إلى موانئ العريش وشرق بورسعيد ودمياط والإسكندرية. ليتم منها شحنها إلى الموانئ الأوروبية والأميركية.
وبحسب وزارة النقل، فإن المرحلة الأولى التي بدأ تشغيلها تعتبر جزءاً من خط لوجستي عربي متكامل ومتعدد الوسائط. بري وسككي ونهري وبحري. حيث تجري أعمال تنفيذ 7 ممرات لوجستية تنموية دولية تصل ميناءي نويبع وطابا على خليج العقبة بميناءي العريش وشرق بور سعيد، ومنها إلى جميع الموانئ المصرية على البحر الأبيض المتوسط.
المرحلة الثانية لـ مشروع الربط التجاري
وتقوم الوزارة حالياً بتنفيذ المرحلة الثانية من خط التجارة العربي المتكامل. وذلك بإنشاء خط سكة حديد يمتد من طابا إلى العريش إلى بئر العبد إلى الفردان، بطول 500 كيلومتر. لزيادة حجم البضائع التي تهدف إلى نقلها من الخليج والعراق والأردن إلى أوروبا وأميركا.
وأكد وزير النقل كامل الوزير في البيان، أن الجانب المصري يسعى إلى تقديم كل أنواع الدعم لهذا الخط الجديد، من خلال تبسيط الإجراءات، وتحفيز الشركات والجهات المختلفة على استخدام الخط في الاتجاهين، خصوصاً مع أهميته في نقل بضائع الخليج والعراق والأردن إلى الدول الأوروبية والأميركية.
تهدف الحكومة إلى جعل مصر محوراً للتجارة العالمية واللوجيستيات. ولهذا الغرض قامت بتعديل جميع التشريعات الجمركية لتسهيل وزيادة حركة الترانزيت الدولي المباشر عبر الأراضي المصرية. بالإضافة إلى تجهيز البنية الأساسية من موانئ وشبكات طرق وسكك حديدية. كما انضمت وزارة النقل إلى اتفاقيات تسهل مرور الشاحنات الأجنبية داخل الأراضي المصرية في أسرع وقت ممكن.
ليس بديلاً عن قناة السويس
ومن جهته قال محمد علي إبراهيم، العميد السابق لكلية النقل الدولي واللوجستيات في “الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري”، أن الخط قد يكون فرصة لصادرات الأردن والعراق. كما قد يكون مدخلاً لصادرات الدول الخليجية. لأنها ستمر عبر هذا الطريق. وهو استغلال لفكرة النقل متعدد الوسائط. وقال: “بالتأكيد يُعد هذا حلولاً لأزمة البحر الأحمر لبعض الدول المجاورة، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن قناة السويس”.
كما صرح رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع. أن إيرادات القناة انخفضت 44% في يناير الجاري مقارنة بشهر يناير 2023 الذي بلغت 802 مليون دولار. ويعود ذلك إلى تراجع عدد السفن التي تعبر الممر الحيوي لتجنب هجمات جماعة الحوثي جنوب البحر الأحمر.
يشكل قناة السويسِ 12% من حجم التجارة العالمية، ونحو 25% من تجارة الحاويات وفقاً للهيئة. ويوفر الإبحار عبر القناة من عشرة إلى أربعة عشر يوماً. مقارنة بالاتجاه جنوباً عبر طريق رأس الرجاء الصالح.