تاريخ ومزارات

الفترة الأخيرة من حكم توران شاه وتداعياتها

 

توران شاه، ملك مصر والشام في الفترة من 1249 إلى 1250، كان آخر ملوك الأيوبيين على مصر. قتل في 2 مايو 1250 بعد اتفاق قادة الجيش من المماليك البحرية على قتله. كانت هناك خلافات بينه وبين المماليك الذين اشتراهم ورقيهم وكره توران تلك السياسة.

في تلك الفترة، كانت الصليبيون يتجهون نحو القاهرة، وفي الوقت نفسه، كان الملك الصالح أيوب على فراش الموت. بعد تسعة أيام من زحف الصليبيين، توفي الملك الصالح. وفي هذا السياق، قامت “شجر الدر”، جارة الملك الصالح، بإخفاء موته عن الجميع وتولت الأمور باسم الملك الصالح حتى وصول ابنه توران شاه.

تحاصر الصليبيون في موقف صعب، وقام توران شاه بتحركات استراتيجية لعرقلتهم. نقل سفنًا مفككة على ظهور الإبل وأنزلها بين دمياط والعساكر الصليبية، مما حال دون وصول المدد إليهم. خاضت الأساطيل المصرية والصليبية معارك، انتهت بانتصار الأسطول المصري واستيلاءه على ثلاثين سفينة صليبية. تفاقمت الأوضاع للصليبيين بفقدانهم الدعم وتفاقم المرض والجوع، مما أدى إلى هزيمتهم وموت العديد منهم.

فيما يخص شخصية توران شاه، لم يظهر كرجل سياسي، بل كان يعاني من سلوك غريب. كان يظهر استياءًا من مماليك والسياسة التي اتبعها والده. كان يقوم بأفعال عدائية تجاه البحرية وكان يظهر عدم اكتراثه واستهتاره بقواته. كما أنه كان يرسل تهديدات لزوجة والده ويطلب منها المال والجواهر.

انتهت حكم توران شاه بمأساة، حيث قتل في يوم 27 محرم. بعد أن ضربته المماليك بالسيوف، حاول الهروب ولكن تم حرق البرج حوله، وألقوه بالنشاب. وعلى الرغم من مقاومته وطلبه الرحمة، تم قطع ذيل الفارس وقُطعت يده، وبقي جثة متورمة لثلاثة أيام. أخذت جماح الأمور بعد ذلك، وتم دفنه بعد تدخل رسول الخليفة العباسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى