حمنة بنت جحش: صحابية شهدت بدرا وأحدا وعاشت حادثة الإفك
حمنة بنت جحش هي صحابية جليلة وأخت أم المؤمنين زينب بنت جحش. والصحابي عبد الله بن جحش وأبي أحمد بن جحش. ولدت في مكة من أبوين مسلمين هما جحش بن رئاب الأسدي وأميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما كانت من السابقين إلى الإسلام بدعوة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
من هي حمنة بنت جحش
تزوجت حمنة بنت جحش في مكة من الصحابي البطل مصعب بن عمير رضي الله عنه وولدت له ابنة. وهاجرت مع زوجها إلى المدينة وشاركت في غزوة بدر وغزوة أحد. وفي غزوة أحد كانت تسقي العطاشى وتحمل الجرحى وتداويهم. وفي ذلك اليوم العصيب فقدت حمنة زوجها وأخاها وخالها الذين قتلوا في سبيل الله. ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة نعى لها أخاها فاسترجعت ونعى لها خالها فاسترجعت ولما نعى لها زوجها ولولت وقالت: “يا رسول الله ذكرت يتم ولده”. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره”. فقالت: “يا رسول الله إنه كان أحب الناس إلي وأحسنهم خلقا وأجودهم معيشة”. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “فاصبري واحتسبي واعلمي أن الله قد جعل لمصعب في الجنة خيرا منه”. وقال لها أيضا: “من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله”.
وبعد وفاة مصعب بن عمير تزوجت من الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وولدت له ابنين هما محمد وعمران. وكانت حمنة من النساء الصالحات العابدات الزاهدات في الدنيا. وكانت تحفظ القرآن وتروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما روى عنها ابناها وغيرهم من الصحابة والتابعين.
الحوادث التي مرت بها حمنة
ومن الحوادث التي مرت بها حادثة الإفك التي افتعلها المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الحادثة اتهم المنافقون أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما بالفاحشة مع الصحابي صفوان بن المعطل رضي الله عنه. كما كانت حمنة بنت جحش. من الذين تكلموا في هذه الحادثة ظنا منها أن ذلك خير لأختها زينب بنت جحش التي كانت تنافس عائشة في حب النبي صلى الله عليه وسلم. ولما نزل القرآن ببراءة عائشة من هذا الافتراء جلدت حمنة بنت جحش مع حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وغيرهم من الذين أشاعوا هذا الكذب. كما تابت حمنة بنت جحش إلى الله تعالى واعترفت بخطئها واستغفرت منه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه”.
توفيت رضي الله عنها في المدينة المنورة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 41 هـ. دفنت في البقيع مع أختها زينب بنت جحش. كما كانت حمنة بنت جحش رضي الله عنها من النساء الفاضلات الشجاعات الصابرات الذين زخرت بهم الأمة الإسلامية. وقد قال عنها ابن الأثير في كتابه “أسد الغابة في معرفة الصحابة”: “كانت حمنة بنت جحش من أفضل نساء الصحابة وأعلمهن وأجودهن وأورعهن وأزهد الناس في الدنيا وأحبهن إلى الله ورسوله”.