“تقديس الموتى”.. قبيلة اندونيسية تجبر النساء على قطع هذا الجزء من جسمهم حزناً على الأموات
أميرة جادو
“تقديس الموتى”، قامت قبيلة “داني” في إندونيسيا بصياغة عقيدة خاص بها بعيداً عن البشر وفي عزلة تامة، حيث تحافظ على عاداتها وتقاليدها المدهشة والغريبة في بعض الأحيان.
تقديس الموتى وقطع الأصابع من الحزن
عند استكشاف معتقدات هذه القبيلة العميقة، يصعب التعبير عن دهشتك من تصرفات أفرادها. مثل قطع نساءها أصابعهن عند فقدان أحد أفراد الأسرة العزيزين عليهن، أو تحنيط محاربيهم القدامى بطريقة التدخين.
في عام 1938، وجد رجل الأعمال الأمريكي ريتشارد أرشبولد نفسه محاطًا بتلك القبيلة المعزولة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت قبيلة داني فريدة من نوعها ومشهورة بالتمسك بتراثها التقليدي وهويتها القوية. تختلف العادات والتقاليد في كل بلد بناءً على ثقافته والبيئة المحيطة به. وتلعب العوامل البيئية والمناخية دورًا أساسيًا في تشكيل ثقافة الشعوب وأنماط حياتهم وممارسة طقوسهم.
السر وراء قطع أصابع النساء
ومن أغرب عادات قبيلة “داني”، عادة قطع الجزء العلوي من أصابع النساء بعد وفاة أحد أفراد الأسرة.
تعتقد نساء قبيلة “داني” أن هذا التقليد يعبّر عن الألم الذي يعانيه الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد أسرهم.
وقد يؤدي هذا الطقس إلى بتر أكثر من إصبع واحد لدى المرأة طوال حياتها. حيث يتم تثبيت أصابعها بواسطة حبل رفيع وتخديرها. ثم يتم قطع جزء من إصبعها وتجريب الإصبع المبتور.
التحنيط بالتدخين
بالنسبة للتحنيط بالتدخين، فقد فوجئ المستكشف الألماني ماركوس روث بالعادات والطقوس الغريبة التي وجدها في قبيلة “داني” في إندونيسيا أثناء زيارته لها. وقرر أن يقضي أسبوعًا كاملاً معهم ليتعرف على حياتهم اليومية بشكل أكبر. اكتشف روث أيضًا عاداتهم الغذائية والمهارات الأساسية التي يتقنونها، بالإضافة إلى طقوسهم الغريبة.
ولاحظ أن النساء يقومن بقطع أطراف أصابعهن العلوية بأنفسهن عند وفاة أحد أفراد الأسرة كعلامة على الحزن. ولكن الشيء الذي أثار دهشته بشكل خاص كانت مومياء كورولو، تبلغ من العمر لا يقل عن 370 عامًا. ويتم الاحتفاظ بها كرمز للفخر والاحترام تجاه الأجداد. على الرغم من أن استخدام التحنيط بالتدخين قد أصبح نادرًا، إلا أن قبيلة “داني” لا تزال تحتفظ بعدد من المومياوات لتعبر عن احترامهم لأسلافهم.
ملابس قبيلة داني
تنتمي قبيلة “داني” إلى ثقافة فريدة تمتاز بالعادات والتقاليد الغريبة.
بالإضافة إلى قطع النساء لأصابعهن واحتفاظهم بالمحاربين القدامى. تتميز القبيلة أيضًا بأسلوبها الغير تقليدي في الملابس.
يرتدي الرجال قطعة ملابس داخلية غير عادية يطلق عليها اسم “كوتيكا” و “جراب القضيب”.
أما النساء فيميلن إلى ارتداء تنانير مصنوعة من الألياف الساحلية المنسوجة ومزينة بالأكياس والقش، ويضعن في الرأس قطعة يطلق عليها “نوكين”.
رقصة المحارب
علاوة على ذلك، تقوم القبيلة بتنظيم معارك وهمية في شهر أغسطس من كل عام مع القبائل المجاورة. يحضر أفضل المحاربين من قبيلتي “يالي” و “لاني” إلى جانب قبيلة “داني” للمشاركة في هذه المعارك الوهمية. حيث يعرضون ثقافتهم الغنية ويحتفلون بالخصوبة ويدعمون التقاليد القديمة.
تتضمن هذه التقاليد حفل طهي الخنزير حيث يقوم أفراد القبيلة برقصة المحارب وإشعال النار بواسطة الاحتكاك بين قطعتي خشب. ومن ثم يتم ذبح الخنازير باستخدام سكاكين مصنوعة من شظايا الخيزران قبل طهيها مع الخضار.
على الرغم من سمعة قبيلة “داني” كصيادين مخيفين بين القبائل الأخرى في المنطقة، إلا أنهم يتمتعون بطبيعة ودية ومضيافة تجاه الزوار. يتوافد السياح على منطقتهم للابتعاد عن صخب المدينة وللتعرف على الثقافة البدائية لهذه القبائل التي تسكن الوادي. إذ تعتبر قبيلة “داني” السكان الأصليين للوادي، حيث يعيشون فيه منذ قرون طويلة. بعيدين عن التقدم الحضري ومتطلبات الحياة الحديثة.