قبائل و عائلات

كيف واجهت قبائل عين بني مطهر الاحتلال الفرنسي ؟.. وهذا دور المرأة المغربية 

أسماء صبحي

تمثل معاهدة للا مغنية التي عقدت عام 1845م حدثًا هاماً في تاريخ المغرب عموماً ومنطقة عين بني مطهر خصوصاً. إذ لازم هذا الحدث عدة اعتداءات وترامي على الأرض المغربية من قبل الحكومة الفرنسية. والتي كانت تتهيأ بشكل غير مباشر لاحتلال المغرب عامّة ومنطقة رأس العين خاصّة.

كما ترجع أهمية هذا الحدث إلى الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تم اتخاذها لاستقطاب سكان المنطقة وفصلهم عن السلطة المغربية. بالإضافة  إثارة الفوضى والنزاعات بين صفوف المغاربة، ومن ثم ضمان طاعة القبائل وولائهم ودرء خطرهم عن الحدود. ومع مطلع القرن العشرين وجدت الحكومة الفرنسية الطريق ممهد أمامها لاحتلال عين بني مطهر خاصة والمغرب على العموم.

كفاح قبائل عين بني مطهر

تقع منطقة عين بني مطهر على الحدود المغربية الجزائرية، وبحكم دخول الاستعمار إلى المناطق المجاورة لها منذ سنة 1830م. فقد كانت أولى المناطق المغربية التي اكتوت بنار الاستعمار في العصر الحديث. كما كانت كذلك أولى المناطق المغربية التي بدأت مقاومة هذا الاستعمار. وقبائلها كانت أولى القبائل المغربية التي رابطت على الحدود وقامت بحراسة الأراضي المغربية وردّ هجمات المعتدين.

وعندما نتصفح الكتب والتقارير التي تشير إلى هذه الفترة في هذه المنطقة. نجد الكثير من الأحاديث عن مقاومة رجال قبائل منطقة عين بني مطهر. وعن جهادهم وبسالتهم ونضالهم للوقوف في وجه المستعمر ومنعه من الدخول إلى المغرب في مرحلة أولى. ثم طرده من البلاد في مرحلة لاحقة.

دور المرأة المغربية

ومن الملاحظ أيضا أن هذه المقاومة لم تقتصر على الرجال فقط، حيث لعبت المرأة بها دوراً لا يقل أهمية عن دور الرجال. ومما لا شك فيه أن أعمال المقاومة سواء في هذه المنطقة أو في غيرها. لا يمكن أن تتمّ على أحسن وجه دون مشاركة المرأة فيها بجانب الرجال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ورغم صغر منطقة رأس الماء أو عين بني مطهر، وقلة عدد السكان بها. مما يجعل تحرك الشخص من مكان لآخر محسوبا عليه وعين الاستعمار تراقب كل شاذة وفاذة. فقد نجحت المرأة في أن تلعب دوراً مهماً في ميدان المقاومة، وتشارك بجانب أخيها الرجل بكل ما تقدر عليه. في إشارة منها إلى وعيها الوطني ووطنيتها التي لا تقل أهمية عن الرجل بمنطقتها.

وعلى الرغم من أن هناك الكثيرات من نماذج المقاومة بين سيدات هذه المنطقة المجاهدة، إلا أن الظروف الجغرافية والاجتماعية للمنطقة جعلتها لا تبرز للعيان، وبقيت مناضلة ومقاومة في الظل. ومن أشهر هؤلاء السيدات المناضلة فاطمة بن عدي.

وفاطمة ما هي إلا نموذج لمقاومات كثيرات من هذه المنطقة. قاومن وناضلن وانتقلن إلى الدار الآخرة دون أن يذكرهن أحد أو يسجلن على صفحات التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى