القرآن يدعو الى الرحمة ..والدين اكتمل .. تأملات في كتاب رسالة الاسلام للشرفاء الحمادي
القرآن يدعو الى الرحمة ..والدين اكتمل .. تأملات في كتاب رسالة الاسلام للشرفاء الحمادي
الحلقة السابعة من حلقات (تأملات في رسالة الاسلام ) لمحمد فتحي الشريف
أكد المفكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي أن رسالة الإسلام قد اكتملت، وذلك تصديقا لقول الله تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا). وأضاف (لن يستطيع أحد أن يبدل تلك الكلمات التي نزلت من الله عز وجل على قلب رسوله ليبلغ بها الناس من خلال (خطاب إلهي) وهو (القران الكريم) الذي يدعو إلى (العدل والرحمة والسلام والحرية)، ومع ذلك انحرف الناس عن طريق الحق وهجروا القرآن الكريم لصالح روايات نالت من الأمة ومزقتهم)، وحذر (الشرفاء الحمادي) من هؤلاء المتربصين بالإسلام، واصفا إياهم بالأفواه الكريهة حيث قال (تلك الأفواه الكريهة التي تحرض على قتل الأبرياء وتنشر الرياء وتنفث سموم الكراهية وتنشر الفتن ليعود الناس إلى ظلمة القلوب ووحشة النفوس، ويتحولوا إلى وحوش).. وإلى نص الحلقة.
التفاصيل
إتمام الرسالة
في الحلقة السابعة من حلقات تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) رحمة وعدل وحرية وسلام، نتحدث عن جوانب مهمة تطرق إليها المفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، حين تحدث عن إتمام رسالة الإسلام وتوقف الخطاب الإلهي الذي يعد كتابا حيا تتفاعل معه القلوب فقال: (لقد بلغ الله عز وجل رسوله الكريم في حجة الوداع إتمام الرسالة قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (سورة المادة الآية 3) وقوله تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة الأنعام الآية 115).
دستور الأمة
هنا يتحدث الكاتب عن أن الرسالة اكتملت بشكل حقيقي، وفي حجة الوداع، كان المشهد مهيبا ووقف الرسول الكريم يلقي خطبة حجة الوداع التي تعد من أعظم خطب التاريخ، حيث حملت كلماتها دستورا للأمة خالدا حيا بعد أن من الله عز وجل على رسوله بنور القرآن الكريم (الخطاب الإلهي) الذي يضم كل معاني الخير، وفي هذا اليوم العظيم نزل على الرسول ومن فوق جبل الرحمة قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).
حرمة الدماء والأعراض
كانت كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الخطبة خالدة، فوصى فيها بتقوى الله ثم قال (أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وهنا تحدث الرسول عن حرمة الدماء والأعراض، ومع ذلك انحرف المسلمون عن كلام الله (القرآن الكريم) إلى خطاب ديني متطرف أسيلت فيه الدماء وتفرقت فيه الأمة، وهو ما يحذر منه المفكر العربي في كل مؤلفاته التي تدعو إلى العودة إلى النهج الإسلامي الصحيح الذي جاء في كتاب الله.
خطاب مكتمل
لقد استطاع الشرفاء الحمادي أن يتحدث عن نقطة جوهرية مهمة وهي أن الخطاب الإلهي توقف بعد وفاة الرسول إلى يوم الدين، وهو خطاب مكتمل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فقال الشرفاء (في تلك اللحظة توقف (الخطاب الإلهي) بعد أن اكتملت الرسالة، وسيظل القرآن كما أنزله الله تعالى حيا تتفاعل به القلوب والعقول يضيء للمؤمنين الدروب حتي تقوم الساعة.
أتباع الشياطين
وهنا يشير الكاتب إلى أن الله عز وجل قد حذرنا من أتباع الشياطين فقال (لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من أتباع (الشياطين) وما يستهدفون) به نور الله الذي يخرج المؤمنين من الظلمات بقوله سبحانه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (سورة الصف الآية 8).
الأفواه الكريهة
ويختتم الشرفاء تلك الفقرة المهمة واصفا وصفا بليغا هؤلاء المحرضين قائلا (تلك الأفواه الكريهة التي تحرض على قتل الأبرياء وتنشر الرياء وتنفث سموم الكراهية وتنشر الفتن ليعود الناس إلى ظلمة القلوب ووحشة النفوس، ويتحولوا إلى وحوش).