نشأة عبد الرحمن بقي
وُلد أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي في شهر رمضان من عام 201 هـ في قرطبة بالأندلس، في بيئة علمية محفزة، حيث كان والده من علماء المنطقة، مما أثر في تكوّن شخصيته وشغفه بالعلم.
بدأ بتلقي العلم من والده، ثم انتقل إلى طلب العلم من علماء قرطبة، حيث حرص على الاستفادة من علمهم وخبراتهم.
ثم رحل إلى المشرق لطلب العلم من علماء هناك، حيث زار الحجاز ومصر وبغداد وغيرها من المدن الإسلامية، وسمع من نحو 284 رجلاً، منهم أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وسحنون.
رحلاته العلمية
شكلت رحلات بقي بن مخلد العلمية جزءًا هاماً في تكوينه العلمي، حيث ساعدته على توسيع مداركه العلمية، واكتساب الخبرة في مختلف المجالات.
فقد سافر إلى المشرق، حيث التقى بكبار علماء عصره، وسمع من أحاديثهم وآرائهم. كما زار المكتبات، وطالع الكتب، وحقق المخطوطات.
وهكذا، اكتسب بقي بن مخلد قاعدة معرفية واسعة، وأصبح من أبرز علماء الأندلس في عصره.
إسهاماته العلمية
ومن ثم فقد أبدع بقي بن مخلد في مجالات متعددة، حيث قام بتأليف تفسير للقرآن الكريم وكتب حول فتاوى الصحابة والتابعين، مما جعله يحتل موقعًا مرموقًا في عالم العلم والفقه. كما كان من أتباع المذهب الشافعي، وقد ساهم في نشر هذا المذهب في الأندلس.
كانت إسهاماته العلمية في المجالات التالية:
- التفسير: قام بكتابة تفسير للقرآن الكريم، يُعرف باسم “تفسير بقي”، وهو من أهم التفاسير التي ألفها علماء الأندلس.
- الحديث: قام بتأليف كتاب “المسند”، وهو من أهم الموسوعات الحديثية التي ألفها علماء الأندلس.
- الفقه: قام بتأليف كتاب “المنتقى”، وهو من أهم الكتب الفقهية التي ألفها علماء الأندلس.