المزيدتاريخ ومزارات
أخر الأخبار

أَبْيَار العَلائِي.. شاهد على رحلة الحج المصري في سيناء

سيناء – محمود الشوربجي

يظل درب الحاج المِصري بصفة عامة وفي سيناء بصفة خاصة بتاريخه وآثاره محل اهتمام وشغف البحاثة العلميين. لأنه ما زال فيه الجديد والمثير مصدريا وآثاريا، واليوم سنسرد لكم باختصار عن أبرز الأماكن الأثرية الهامة في سيناء، وهي أبيار العلائي «بئر أبو محمد»، الواقعة على درب الحاج المصري في سيناء.

 

وقال الأستاذ الدكتور سامي صالح البياضي، الباحث الآثاري، في حديث خاص لـ «صوت القبائل العربية» أن أبيار العلائي الموجودة على درب الحاج المصري قد أعد بها دراسة فى التاريخ والآثار على ضوء الحفائر الآثارية غير المسبوقة التي قمت بها وبمساعدة بعض الزملاء فى هذا المَنهل خلال ثلاثة مواسم غير متصلة وغير متباعدة.

وأضاف “البياضي” أنه استكمالا وتزامنا مع ما قمنا به من حفائر آثارية علمية بقلعة نخل التى تقع على الدرب نفسه، وأبيار العلائى، كمنهل رئيسى على درب الحاج المصري فى سيناء، تقع على بعد  179كيلا إلى الشرق من نفق الشهيد أحمد حمدى الواقع شمال السويس، وعلى بعد 156كيلا إلى الغرب من مدينة وميناء نويبع، وعلى مسافة  46كيلا إلى الشرق من نخل على طرف الضفة الشرقية لوادى العقابة، وشمال الطريق الدولى النفق – نويبع وطابا بمسافة 2كيلا،  وإلى الغرب من بئر وقرية التمد «ثمد الحصا» بمسافة 10كيلا.

وأوضح “البياضي” أما عن الأسباب التى حدت بى لكتابة هذا البحث بعد أثنين وثلاثين سنة من تاريخ إفراد شمويل تامارى

 

« »Sh. Tamariأول بحث لها فى سنة  1973م، وجعل له عنوانا : «مسار رحلة الحُجاج فى سيناء: القُريْص» ، ثم نشره مرة ثانية فى سنة 1982م ضمن دراسته المجمعة عن درب الحاج  فى سيناء «دراسة تاريخية – آثارية» تحت عنوان مختصر وهو: «القريص» ، بالإضافة لبعض الدراسات الوصفية أو تلك التى كانت ضمن دراسات عابرة أو عامة عن درب الحاج المصرى ، فأول هذه الأسباب قيامى بأول حفائر آثارية علمية منظمة فى هذا المنهل وغيره من مناهل على طول درب  الحاج المصري فى أسفرت عن نتائج مبهرة ومثيرة وجديدة غيرت معظم ما كتب ونشر عن هذا المنهل من قبل. وثانيها حدوث لبس عند كثير من المتقدمين وجل المتأخرين بين القريص وأبيار العلائى وجعلهما منزل ومنهل واحد فى حين أن وادى ُ القريص وأبيار العلائى كانتا منزلين مختلفين الموضع ولكن متقاربين الموقع على درب الحاج المصرى فى سيناء.

وتابع “البياضي” أما ثالثها اكتشاف منشآت معمارية غير معروفة من قبل وإن كانت موجودة قبل قيامى بالحفائر مثل السد الذى فى وادى العقابة بالقرب من منطقة أبيار العلائى، وعدة آبار بالمنطقة فوهاتها ظاهرة للعيان، وأفران «جباسات» لحرق ُ الجير، وأخرى تم كشفها عن طريق الحفائر الآثارية والمجسات الاختبارية وتم تحديد مواضعها مثل بقايا القلعة ومسجد السلطان كتْبُغَا المنصورى، والقبة المدفن، وبِركة للمياه وقنوات ومصافى «أحواض ترسيب» البركتين اللتين فى المنطقة، وعدة آبار، ونقش إنشائى نادر يؤرخ لعمارة مسجد وبئر فى المنهل من عهد السلطان المملوكى العادل زين الدين كتبغا المنصورى. أما رابع هذه الأسباب وأخرها الوصول إلى نصوص تاريخية ورحلية ونقوش آثارية هامة ساعدت وستساعد فى التعرف على التطور الحضارى والعمرانى لهذا المَنزل والمنهل بصفة خاصة ومنازل ومناهل درب الحاج المصرى بصفة عامة.

وأشار “البياضي” أن دراسته التاريخية جاءت في بحث أعده في 45 صفحة ذكر فيها أبيار العلائي تفصيليًا موقعًا وموضعًا، ودَرَك حراسة أبيار العلائي، وعمائر أبيار العلائي، والقبة المدفن، وبرك المياه، وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى