المزيد

بدأت قصته من الجاهلية.. كل ما تريد معرفته عن سوق “عكاظ”

أميرة جادو

بدأ شهرت سوق عكاظ منذ زمن ما قبل الإسلام، ويعد أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في عصر ما قبل الإسلام، إلى جانب سوق مجنّة وسوق ذي مجاز، وهو مكان تاريخي عالمي تعود بدايته إلى 501 ميلاديا، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوماً، من أول ذي القعدة إلى يوم 20 من الشهر، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضى فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضى فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها.

أين يُقام سوق عكاظ  

يرجع بدايته، عندما فكرت قبيلة قريش، وهي من أكبر وأشهر القبائل العربية في ذلك الوقت ويعود إليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في عقد سوق يمكن للعرب التجمع فيها للتجارة وتبادل السلع واختاروا موقعا بين مدينتي مكة المكرمة والطائف المشهورتين كان يطلق عليه اسم “العثدية”، وبدأ السوق عندما وصل الحجاج إلى مكة واستمر لمدة أربعة أشهر وأخذ شهرة واسعة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.

لماذا سمي سوق عكاظ بهذا الاسم  

ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم  لاجتماع العرب فيه كل سنة، فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة والتناشد: أي يدعك ويعرك، وفلان يعكظ خصمه بالخصومة أي يمعكه.

وقال عنه الليث بن المظفر الكناني: “سميت عكاظا لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة، وكل معاني الكلمة صالحة لتعليل التسمية، فالحبس والعرك والعراك والقهر والمفاخرة والدَّعك والدَّلك والمجادلة والمطل والاجتماع والازدحام والتمنع جميعها من أغراض عكاظ ووقائعه”.

كما يرجع سبب تسميته، حيث كانت العرب قديماً في عصر ما قبل الإسلام تقيم ثلاث أسواق كبيرة، هي بمثابة تجمعات تجارية واجتماعية وثقافية، وكانت تعقد في أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية بطريقة دورية.

وكانوا العرب يأتون إليه من كافة الانحاء للمتاجرة والاستماع إلى المواعظ والخطب، مع الافتخار بها، كما كانوا يتناشدون الشعر ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبياني، الذي كانت تضرب له قبة حمراء فيحكم بين الشعراء، وتكون كلمته هي الفاصلة، وكانت القصائد التي تحوز على إعجاب هؤلاء المحكمين تطير في أرجاء الجزيرة ويتناقلها العرب في كل مكان.

تاريخ سوق عكاظ  

وفى عصر الإسلام كان السوق صرحا كبيرا لتجارة كافة أنواع البضائع حتى وصل إلى الاتجار بالبشر، فكان يباع بها الرقيق والعبيد الذين يتم أسرهم بعد الحروب أو الغزو، وكان الصحابي عمرو بن العاص وزوجة الرسول السيدة خديجة بنت خويلد ممن تم بيعهم في سوق عكاظ قبل تحريرهم بعدما جاء الإسلام الذي هدم الكثير من عادات الجاهلية.

توالت العصور وتوقف عقد “عكاظ” لأكثر من 1300 عام، لكن أعادت المملكة العربية السعودية إحياءه من جديد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، حتى أصبح من أشهر المعالم السياحية في البلاد.

والجدير بالإشارة، كان السوق يجذب أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم والذي أصبح ملتقى حضاريا يجمع الأدباء والتجار والشعراء من مختلف الأنحاء، حيث يتم تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية، إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى