كيف فتحت قبيلة غامد مصر والهند وأسست مدناً عريقة؟
قبيلة غامد هي إحدى القبائل العربية الأصيلة التي تنتمي إلى أزد شنوءة. كما تعد من أقدم القبائل التي سكنت الجزيرة العربية وشاركت في نشر الإسلام والجهاد في سبيل الله. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ قبيلة غامد وأهم محطاتها ومعاركها وتفرعاتها ومواقعها الجغرافية.
نسب قبيلة غامد
تنتسب قبيلة غامد إلى جدها الأكبر غامد بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن شنوءة بن الأزد. ونتيجة لذلك سمي غامد بهذا الاسم لأنه تغمد أمرا كان بينه وبين عشيرته فكتمه، فسماه القيل الحضوري غامد. وقال القسملي: “وغامد هي الجمرة البينة من العرب، وهم الذين لم يغشهم أحد من في خيارهم”.
أقرب القبائل نسبا لغامد هي قبائل أزد شنوءة الأخرى وهي: قبيلة زهران وبنو لهب وثمالة.
تفرعات قبيلة غامد
تنقسم إلى ستة تفرعات رئيسية هي: سعد، مناة، الدؤل، والبة، خثيم، مالك، سيار، ظبيان، غنم، وثعلبة. وتنقسم هذه التفرعات إلى عشائر وفصائل أخرى، كما يتميز كل تفرع بخصائصه وعاداته وتقاليده الخاصة.
مواقعها
تقع ديارهم في منطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية. وهي منطقة جبلية ذات طبيعة خلابة ومناخ معتدل.كما ينتشر أفراد قبيلة غامد في أودية رنية، وبيشة، وتربة، ووادي الدواسر. وكذلك في بعض الدول العربية مثل العراق وعمان والإمارات.
تاريخها
تعود بداية تاريخها إلى العصر الجاهلي، حيث كانت تعيش في اليمن وتتبع مملكة حمير. وقد اشتهرت بالشجاعة والفروسية والشعر والحكمة والعلم والدين، ولها دور بارز في تاريخ العرب والإسلام.
وفد قبيلة غامد إلى النبي
لها وفدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، الأول في مكة والثاني في المدينة. وقد أسلم أبو ظبيان ونفر من قومه وجاءوا إلى النبي في مكة، فكتب لهم كتابا يبين لهم حقوقهم وواجباتهم كمسلمين، وقال لهم: “من أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه ولا تحشروا ولا تعشروا وله ما أسلم عليه من أرض”.
وقد قدم إلى النبي في المدينة وفد آخر من غامد في السنة العاشرة من الهجرة، وهم عشرة رجال، فسلموا عليه وأقروا له بالإسلام، وكتب لهم كتابا فيه شرائع الإسلام، وأخبرهم بما حدث لهم في رحلتهم من سرقة واسترداد، فشهدوا بنبوته وعجزه، وأمرهم بتعلم القرآن من أبي بن كعب.
مشاركة قبيلة غامد في الفتوحات الإسلامية
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شاركت في الفتوحات الإسلامية التي قام بها الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون، كما ساهمت في نشر الإسلام والحضارة العربية في العالم. ومن أبرز الشخصيات التي خرجت من قبيلة غامد في هذه الفترة هم:
– عمرو بن العاص، القائد العسكري والسياسي والفقيه والمؤرخ، وهو من تفرع سعد بن غامد. وهو الذي فتح مصر وشمال أفريقيا وأسس مدينة الفسطاط.
– محمد بن قاسم الثقفي، القائد العسكري والمحارب، وهو من تفرع الدؤل بن غامد. وهو الذي فتح السند والهند وأسس مدينة البصرة.
– عبد الله بن زبير، الصحابي والطابعي والخليفة، وهو من تفرع ظبيان بن غامد. وهو الذي خرج ضد الخليفة يزيد بن معاوية وأعلن الخلافة في مكة والمدينة والحجاز.
– عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، الخليفة العباسي الثالث. وهو من تفرع غنم بن غامد، وهو الذي حكم الدولة العباسية في فترة من الاستقرار والرخاء.