أعلى نصب تذكاري في العالم.. حكاية عمود الصواري في الإسكندرية ولماذا يزوره السياح؟
أميرة جادو
“عمود السواري”، يعتبر من أشهر المعالم الأثرية فيها، وهو عمود روماني أثري يقع في مدينة الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 متراً ومصنوع من حجر الجرانيت الأحمر، ويعتبر أعلى نصب تذكاري في العالم، ولم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود للعصر الروماني.
سبب تسمية عمود السواري
تعود تسميته إلى العصر العربي حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400 عمود آخر، وهو ما يشبه صواري السفن ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصواري والتي حرّفت فيما بعد إلى السواري
وقد عرف عمود السواري خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود بومبي ويرجع هذا الخطأ إلى أن بعض الأوروبيين ظنوا أن رأس القائد الروماني بومبي الذي هرب إلي مصر فراراً من يوليوس قيصر وقتل في مصر ظنوا أن رأسه قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود.
ويتكون جسم العمود عبارة من قطعة واحدة قطرها عند القاعدة 2,70 متراً، وعند التاج 2,30 متراً، ويبلغ الارتفاع الكلي للعمود بما فيه القاعدة حوالي 26,85 متراً، وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس على أحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.
لماذا يزور السياح عمود السواري؟
في هذا الإطار، كشف أستاذ الإرشاد السياحي بالمعهد العالي للسياحة ونقيب المرشدين السياحيين الأسبق في الإسكندرية، الدكتور “إسلام عاصم”، “إن عمود الصواري أو ما يطلق عليه السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، وتعتبر منطقته البقعة الأم التي تأسست عليها الإسكندرية، العاصمة القديمة لمصر، وكان المبنى والمعبد الرئيسي للمعبود سرابيس الذي كان موجودا في الدولتين اليونانية والرومانية.
وأردف “عاصم”، أن المعبد كان مشيدا على الطراز اليوناني وأقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم “مدافن العمود” وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، موضحا أن تسميته بهذا الاسم وهو عمود السواري يعود إلى العصر الإسلامي حيث اعتقد العرب أن هذا العمود الشاهق ومعه 400 عمود أخرى كانت بجانبه تشبه صواري السفن، ولذلك أطلقوا عليه عمود الصواري وحرّفت فيما بعد إلى السواري.
الإمبراطور دقلديانوس
كما أشار “عاصم”، إلى أن العمود يعد أعلى نصب تذكاري في العالم، ويرجح أن مواطني الإسكندرية أقاموه للإمبراطور الروماني “دقلديانوس” تعبيراً عن شكرهم له بعد أن جاء إلى مصر في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، وأخمد الثورة التي قام بها القائد الروماني دوميتيانوس الملقب بأخيل، وأعاد بعدها الهدوء والاستقرار إلى المدينة.
لم يتبق إلا عمود واحد
وأوضح “نقيب المرشدين السياحيين” الأسبق، إن هذه المنطقة شهدت زلازل متعددة أدت لهدم عدد كبيرة من الأعمدة، ولم يتبق منها سوى عمود واحد الآن وهو المتواجد حاليا.
واختتم “نقيب المرشدين”، أن عمود الصواري ومنطقة كوم الشقافة له مكانة وأهمية خاصة عند الزائرين والسياح الذين يتوافدون على المدينة ويضعونها ضمن برامج زياراتهم لها.