حوارات و تقارير

زي النهاردة.. الإثنين الأسود في حياة عساف ياجوري أشهر أسير إسرائيلي 

أسماء صبحي 

فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني، بصد الهجوم المضاد الذي قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلي. وكان يتكون من مابين 75 حتى 100 دبابة، وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجوري.

اتبع حسن أبو سعدة، أسلوبا جديداً لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض القتال داخل رأس كوبري الفرقة. والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الأمامي والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة.

و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتال، انطلقت عليهم النيران من كافة الأسلحة مما أحال أرض القتال إلى نوع من الجحيم. وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة. كما تم أسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكاـ 190 مدرع.

الإثنين الأسود

كتب ياجوري مذكراته عن الاسر بعنوان “في يوم الإثنين الأسود 8 أكتوبر” بصحيفة معاريف عام 1975، قال فيها:

“فقدت الاتصال ببقية وحداتي المدرعة، معظم دباباتنا تنفجر أمامي، حاولت الارتداد إلى الخلف بأقصى سرعة. قفزت من الدبابة وأسرعت إلى الاختفاء خلف تل صغير من الرمال ومعي أربعة جنود. فوجئنا بعربتين مصفحتين مصريتين تمشطان المنطقة بحثاً عنا، حاول بعض جنودي الذين اختفوا خلف مرتفع آخر الفرار. وأطلقوا نيرانهم على الجنود المصريين الذين كانوا يقفون مكشوفين فوق العربيتين وأعتقد أن أحدهم أصيب و لعله قتل.

اتجه المصريون بعد ذلك ناحيتنا، ووجدت انه لا مفر من الاستسلام. رفعت يدى إلى أعلى وأخذت أصيح في وجوههم وأنا أرى الموت يتقدم نحوي (أننى جنرال .. أنا جنرال .. لا تقتلونى .. أريد مقابلة قائدكم). فوجئت بهم يتوقفون عن الضرب، جندي واحد فقط اضطر قائده إلى أن يأمره بصوت حاد بعدم إطلاق النار.

سرت بينهم مقيداً، لا استطيع أن أقاوم البكاء، هذا هو أشد الأيام كآبة و أكثرها إحباطا على الجبهة المصرية. نظراتهم صارمة حادة لكنهم لم يفعلوا شيئا، كنت أتوقع أنهم سوف يقتلونني ومن معس في اية لحظة.

فترة أسر عساف ياجوري 

تم التسجيل معي في التلفزيون المصري، والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية. ثم قادوني إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودي عدة رحلات إلى الأهرام وفندق هيلتون. كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون فى مصر وذلك بناء على طلبي.

أثناء فترة أسري كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائي، ترى هل وجدوا طريقهم إلى النجاة. وبعد عودتي من الأسر فوجئت بل أذهلني حجم الخسائر التى وقعت في صفوفنا. ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الأرقام الحقيقية لخسائرنا.

حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة؟. كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى