المزيد

الغباء الاميركي يُستثمر صينيا.. والتيه العراقي يُستثمر ايرانيا وتركياً..ولكن!

الغباء الاميركي يُستثمر صينيا.. والتيه العراقي يُستثمر ايرانيا وتركياً..ولكن!

بقلم : سمير عبيد

أولا

لو نظرنا الى المزاج الاوربي وخصوصا للدول التي تحيط باوكرانيا ان صح التعبير .فنراه مزاج متغير نحو التملص من جبهة واشنطن والناتو . وان ماحصل من بولندا تجاه اوكرانيا والرئيس زلينسكي أخيرًا هو موقف قوي واربك الناتو وواشنطن.وعندما اعلنت بولندا انها لن تورد الاسلحة الى اوكرانيا ولن تهتم بما يدور فيها لأنها لا تريد الغرق معها وسوف تُكرس جهودها على تمتين الجبهة البولندية. وهذا يعني ان اهم خاصرة معنوية لاوكرانيا سوف تضمحل تدريجيا .فورقة الشتاء القارص والذي هو على الابواب والمتعلق بالغاز الروسي بدأ يلعب دورا محورياً.، وبالضبط مثلما تلعب روسيا دورا محوريا في موضوع تصدير الحبوب للعالم .والتي تتوسل الى روسيا الدولة التركية لتصبح وسيطاً ومن ثم تصبح بيد تركيا ورقة تلعب بها مع واشنطن واوربا( هكذا هي قيادات الدول الناجحة تجتهد في صنع اوراق اللعب من اجل تحقيق المصالح) وان الاصل في هذه المتغيرات هي السياسة الروسية الناجحة. واشنطن المرتبكة ارسلت الى بولندا استفسارا حول موقفها الاخير من جهة ،ومن جهة اخرى رصدت الادارة الاميركية اموالا واسلحة جديدة الى اوكرانيا وعلى الرغم من المعارضة الاميركية التي بدأت تتصاعد داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ بايقاف الشيك على بياض الى اوكرانيا والى الرئيس زلينسكي. وان تلك المعارضة الاميركية الداخلية باتت تؤثر نوعا ما بدليل قلة الترحاب بالرئيس الاوكراني زلينسكي اخيرا وعندما حضر فعاليات الامم المتحدة في نيويورك. بحيث طار الى كندا طالبا من القيادة الكندية الاموال والاسناد بعد خيبة امل بات يشعر بها من الدوائر الاميركية . ولكن من هناك حذر الرئيس البيلاروسي من حيّل بولندا ونصح بالحذر من البولنديين الغادرين حسب كلماته!

ثانيا :لقد أستغلت الصين الغباء والارباك الاميركيين لتحقيق قفزات استراتيجية مهمة نحو تسجيل الاهداف داخل مناطق النفوذ الاميركية. فبعد التفاهم الصيني الروسي الاخير حول حث القيادة الكورية الشمالية من قبل الصين لتتقارب وتتفاهم مع روسيا والتي ادت ان يحل الرئيس الكوري الشمالي ضيفاً ولمدة اسبوع على الرئيس الروسي بوتين والقيادة الروسية وتكريسها لزيارة المصانع الحربية الروسية ( وكانت زيارة ناجحة اربكت الحسابات الاميركية والغربية واليابانية والكورية الجنوبية ).. مباشرة أدى ماعليه اي الرئيس الروسي بوتين فحثَّ الرئيس السوري بشار الأسد على زيارة الصين .وبالفعل نزل الرئيس الاسد ضيفا على الرئيس الصيني ولمدة خمسة أيام. ونتج عن هذه الزيارة التوقيع على تحالف استراتيجي بين بكين ودمشق. وبموجبه سوف تقوم الصين بالاستثمار في سوريا واولها باعمار سوريا وتأهيل البنية التحتية واتفاقيات كثيرة اخرى ( ولسان حال الرئيس الأسد يقول: يا دول عربية ويا جامعة عربية جميعكم توقفتم عن الانفتاح نحو دمشق بأمر أميركي فهذه روسيا التي مهدت لدمشق لتصبح الصين هي من يعوض الحضور العربي والمال العربي في عملية البناء والاصلاح). والحقيقة هي خطوة صينية كسرت الحياد الصيني نحو مرحلة الاختراق والاستمكان والشروع في التواجد على الارض اقتصاديا. وعين الصين على موانيء سوريا وموقعها الاستراتيجي بالنسبة لخط الحرير الجديد. ومن هنا سارعت واشنطن لتستبق الصين وروسيا والخطوط الاخرى التي يراد مرورها عبر العراق ثم سوريا فأغلقت الحدود السورية العراقية استباقيا، وأسست مليشيات متنوعة هناك تأتمر بأوامر واشنطن فصار العراق عبارة عن صندوق مغلق ان صح التعبير ( كل هذا وساسة العراق في واد آخر )؟ !

#ثالثا :-

#أ:-لقد انفتحت المنطقة ومعالم المحور العالمي الجديد من بحر اليابان الى كوريا الشمالية الى الصين الى كازاخستان ثم ايران وباكستان نزولا نحو بحر العرب فدول الخليج فالعراق فسوريا فالبحر المتوسط. وعندما تنظر الى هذا الخط البياني والاستراتيجي المتعلق بالمحور العالمي الجديد سوف تجد التشابك الدولي عند( العراق ) وفي جميع الخطوط ( فعندما نتحدث عن خط التنمية الذي يتحدث عنه العراق فأيضا يُخلق تشابك دولي عند العراق، فهناك ايران التي ستجر وراءها دول اسيا الوسطى صعودا ونزولا ، وتركيا دول استقبال وتوزيع ودولة قطر دولة ضخ والمتحمسة لجر خط الغاز القطري عبر العراق وهناك بريطانيا وامريكا الكامنتان داخل العراق واللتان لا تقبلان الشريك من خارج منظومتهما ) وهناك تنافس مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا الذي اعلن عنه من الهند وهو الذي يستثني العراق ومصر سوريا ولبنان.

#ب:-فواضح تماما ان العراق يمثل الارض الرخوة سياسيا وامنيا واجتماعيا في هذا كله . وهذا لا يتلائم مع موقع العراق الاستراتيجي ،ولا مع ثقله الاقتصادي ومناخه المعتدل، ولا مع تاريخه الحضاري .ومن هنا صار لزاماً التغيير السياسي في العراق ونقل نظام الحكم من ( النظام الثيوقراطي والاقطاعي الذي يقوده الاسلام الراديكالي وشركائه النفعيين) نحو نظام ديموقراطي علماني يؤمن بالعدالة الاجتماعية ويحترم الاسلام ديناً ومؤسسات. فالعراق بقيادته الحالية لا يمكن تحقيق ١٪؜ من مصالحه وسط هذا التشابك والتنافس الدولي والاقتصادي عند العراق. فهذا التشابك والتنافس يحتاج الى قيادة عراقية مرنة وبراغماتية وتعمل بروح الفريق الواحد لكي تحافظ على وحدة العراق وتحافظ على مصالح العراق وتكون امينة وقادرة على حفظ خطوط الاقتصاد العالمي الذي يراد مرورها في العراق .

#ج:-فالعراق بحاجة لقيادة عراقية وطنية قرارها عراقي بنسبة ١٠٠٪؜ لكي تفرض شروط العراق وتفرض التأمينات على مرور هذه الخطوط .ومن ثم المساومة حول اعمار العراق والنهوض بجميع ميادينه. وليس قيادة عراقية فاسدة ومعزولة عن الشعب ومنبطحه ومخترقة وتأخذ اوامرها من الخارج . وبالمناسبة ان بريطانيا والولايات المتحدة عرفت هذه الحقيقة أخيراً وهي ان العراق بحاجة ماسة لقيادة عراقية وطنية تؤمن بالديموقراطية ولعبة المصالح، وتكون قرارها وطني ودون تدخل من دول الجوار لتحافظ على العراق وعلى المصالح الاميركية والبريطانية والغربية . والبداية ستكون من خلال استعمال سلاح مكافحة الفساد بوابة للأطاحة ب٧٠٪؜ من اركان النظام السياسي العراقي الفاسد. وان زعل واشنطن على السيد السوداني لأنه لم يكن صارماً بموضوع مكافحة الفساد ولم يكن صارما بموضوع بمكافحة تهريب الدولار. ولم يكن مندفع لاكمال مابدأ به السيد الكاظمي بدعم المجتمع الدولي !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى