تاريخ ومزارات

من أوروبا إلى إيليرية: رحلة قدموس وهرمونيا في الأساطير اليونانية

دعاء رحيل

قبيلة قدموس هي إحدى القبائل اليونانية الأسطورية التي تعود أصولها إلى قدموس، الملك الفينيقي الأول لثيفا. يعتبر قدموس أحد أبرز الشخصيات في الأساطير الإغريقية، حيث أنه أدخل الحروف الفينيقية إلى اليونان وأصبح مؤسساً للحضارة اليونانية. كما أنه شارك في مغامرات عديدة مع زوجته هرمونيا وأبنائه وأحفاده، مثل قتال التنين وزرع أسنانه ومعركة الأسبارطيون والمشاركة في حملة الأرغونوت.

أصل قبيلة قدموس

قدموس هو ابن آجينور، ملك صور، وتيليفاسا، ابنة نيلوس. لديه ثلاثة إخوة هم فينيكس وكيليكس وأوروبا. عندما اختطف زيوس أوروبا على هيئة ثور وأخذها إلى كريت، أرسل آجينور قدموس وإخوته للبحث عنها وعدم العودة إلا بعد إيجادها. سافر قدموس إلى عدة بلاد في رحلته، مثل ثيرا وثاسوس وإبوئا وثراقيا، حتى وصل إلى دلفي حيث استشار المعبود أبولو. أخبره المعبود أن يترك أوروبا وأن يتبع بقرة ذات علامة بيضاء حتى تستقر في مكان ما، ثم يبني هناك مدينة جديدة.

اتبع قدموس نصيحة المعبود ورأى البقرة التي تحدث عنها. تابعها حتى وصلت إلى منطقة تسمى بؤادة ديركية في بوتيا. هناك، أراد قدموس أن يذبح البقرة تضحية لزيوس، فأرسل بعض رفاقه لجلب الماء من نبع قريب. لكن النبع كان محروساً من قبل تنين عظيم يخضع لآرز، إله الحرب. هاجم التنين رفاق قدموس وقتلهم جميعاً. عندما رأى قدموس تأخرهم، ذهب للاطلاع على الأمر فوجدهم مقتولين. اشتبك قدموس مع التنين في صراع شرس حتى نجح في قتله بالرمح.

ظهرت لقدموس آثينا، إلهة الحكمة، وأمرته أن يزرع نصف أسنان التنين في الأرض. فعل قدموس كذلك فخرج من الأرض رجال مسلحون. بدأ هؤلاء الرجال في قتال بعضهم البعض حتى بقي منهم خمسة فقط. هؤلاء الخمسة هم الأسبارطيون، وهم أول سكان ثيفا. ساعدوا قدموس في بناء مدينته وأصبحوا أنصاره المخلصين. أحدهم هو إيخيون، الذي تزوج من أغاوي، ابنة آرز وأفروديت، وأنجب منها بنثيوس.

وجود قدموس في الماضي

أرسل زيوس هرمونيا، ابنة آرز وأفروديت، لتكون زوجة قدموس. أقام قدموس حفل زفاف بهيج حضره جميع الآلهة. أهدى زيوس للعروسين رداءً وعقداً مصنوعين من هبات هارمونيا. كان لقدموس وهرمونيا أربعة بنات هن: أغاوي وإينو وأوتونوي وسيميل، وابن واحد هو بوليدورس.

عاش قدموس حياة ملكية في ثيفا، لكنه تعرض للعديد من المصائب بسبب لعنة عقد هارمونيا. فقد قتل بوليدورس ابنه بنثيوس في نزاع على العرش. كما قتل بطرس، ابن أغاوي وإيخيون، ابن عمه أكتايون بالخطأ. وأصابت إلهة الغيرة هيرا سيميل، التي كانت حاملاً من زيوس، بالجنون فحرقت نفسها. كما أصابت إلهة الحظ تخات، التي كانت تحب بطرس، إينو وزوجها أثاماس بالجنون فقتلا ابنهما ليركاس. وأصابت إلهة الحب أفروديت أغاوي بالجنون فقطعت رأس ابنها بطرس ظناً منها أنه خصمه بنثيوس.

شعر قدموس بالحزن الشديد على مصير أبنائه وأحفاده. قال لزوجته هرمونيا: “لقد كان من الأفضل لكِ ألا تتزوج من مخلوق بشري”. فأجابت هرمونيا: “ولكِن لولا ذلك ما كان لكِ أولاد”. فقال قدموس: “ولكِن ماذا نستفيد منهم إذا كان مصيرهم المؤلم؟”. فقالت هرمونيا: “إذًا لتكُ نفسانِّا ثعالبًا”. فأجاب قدموس: “إذًا لِتَكُ نَفْسَانِّا ثَعَالَبًا”. فحولتهما آثينا إلى ثعالبان وارتحلا إلى إيليرية.

حكم قدموس

في إيليرية، حكم قدموس على قبيلة الإيليرات التي تعود أصولها إلى إيليراس، ابن كادماس وإيليرية، ابنة داردانوس. كان لقدموس وهرمونيا ابن آخر هو إيلليروس، الذي خلف والده في الحكم. كما كان لهما حفيد هو بريتاس، الذي أصبح ملكاً على الإيليرات والأرديان والبارثين. وكان لبريتاس ابن هو أغرون، الذي أصبح أول ملك لألبانيا.

في الأساطير الرومانية، يعتبر قدموس أحد أجداد رومولوس وريموس، مؤسسي روما. فقد كان لقدموس وهرمونيا ابنة هي إيليرية، التي تزوجت من تروس، ملك تروادة. وكان لتروس ابن هو إليكتور، الذي أنجب منه داردانوس، مؤسس داردانية. وكان لداردانوس ابن هو إريخثونيوس، الذي أنجب منه تروس، مؤسس تروادة الثانية. كما كان لتروس ابن هو إلاموس، الذي أنجب منه أنخيزاس، والد أينياس. وكان لأينياس ابن هو أزار، الذي أنجب منه سيلفيوس، والد بروتاس. وكان لبروتاس ابن هو نومتور، جد رومولوس وريموس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى