القضية الفلسطينية.. وضرورة نقل القيادة لجيل جديد
القضية الفلسطينية.. وضرورة نقل القيادة لجيل جديد
حسين عبد الغني
كما كان متوقعًا انتهى اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية الأخير في العلمين إلى الفشل الذريع، كما فشل من قبله بأيام لقاء الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية في أنقرة، وكما فشلت من قبله مئات اللقاءات المماثلة منذ الانقسام الفلسطيني عام ٢٠٠٧ بين الضفة وغزة وبين السلطة وحركة “حماس”.
القضية الفلسطينية.. وضرورة نقل القيادة لجيل جديد
فشل مزمن؛ ممتد لأكثر من ١٥ سنة وصراع داخلي مرير منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل ٣٠ عامًا لا يمكن فيه الاكتفاء بتفسيرات البعض من نوع أنّ قيادات الفصائل الفلسطينية قد أصابتها البلادة السياسية وتسيطر عليها حالة عدم الاكتراث السياسي؛ فحقيقة الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك، وهي تشير إلى أنّ القيادات كبيرة العمر المسيطرة على القرار السياسي في المنظمات الفلسطينية خاصة “فتح” و”حماس” ليس لديها أدنى استعداد لتغيير الوضع الانقسامي القائم، إلا إذا كان يعني فقط الحصول على ما للطرف الثاني وإضافته إلى ما لديه حاليًا، إما أن يتنازل طرف منهما عمّا عنده لصالح إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية أو الوصول لاستراتيجية تحرّر وطني واحدة في مواجهة دولة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري البغيض، فذلك غير مطروح.
بعبارة أخرى، فإنّ هذه الأجيال القيادية القديمة تراكم لديها من المصالح والمكاسب والموارد والعلاقات الإقليمية والدولية ما يجعلها ترفض أيّ محاولة لتغيير الأمر الواقع الفلسطيني وتقاوم كلّ محاولة لبناء الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس جديدة تستجيب للتغيّرات الهائلة التي حدثت في القضية الفلسطينية منذ أوسلو وحتى الآن .