المزيد

قبة أفندينا: ضريح الأسرة الملكية في مقابر المجاورين

دعاء رحيل

قبة أفندينا هي مجموعة من المدافن التي تضم رفات بعض أفراد الأسرة الملكية العلوية، التي حكمت مصر في القرن التاسع عشر والعشرين. تقع هذه المدافن في منطقة منشية ناصر بالقاهرة، على حافة المقابر الشمالية، التي تضم آثار العصور المملوكية والأيوبية. تتميز قبة أفندينا بطرازها المعماري الفخم والزخارف الداخلية الغنية، التي تعكس تأثيرات الحضارات المختلفة التي مرت على مصر.

تاريخ قبة أفندينا

أمرت ببناء قبة أفندينا أمينة هانم إلهامي، زوجة الخديوي توفيق ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني، في عام 1894م (1311هـ)، كضريح لزوجها وابنها وغيرهم من أفراد الأسرة. اختارت أمينة هانم مكان المدافن في منطقة أفندينا، التي كانت تستخدم كحديقة خاصة للخديوية. اسم أفندينا يعني “سادتنا”، وهو لقب شائع للأشخاص ذوي المكانة العالية في مصر.

المهندس المعماري الذي صممها هو دمتروس فابرشوس باشا (1847-1907)، وهو مصري من أصل يوناني، كان مهندسًا ملكيًا للخديوية. استوحى فابرشوس طراز قبة أفندينا من العمارة المملوكية، التي تتسم بالقباب والأعمدة والأقواس والزخارف الإسلامية. كما أضاف عناصر من العمارة العثمانية، مثل الشبابيك المزخرفة والأبراج. يعتبر قبة أفندينا نموذجًا للعمارة الحديثة في مصر، التي تجمع بين التقاليد المحلية والتأثيرات الغربية.

محتوى القبة

تتكون  من قبة رئيسية كبيرة، تحتها ضريح الخديوى توفيق (1852-1892)، وأربع قباب صغيرة حولها، تحت كل منها ضريح لأحد أفراد الأسرة. يؤدي إلى قبة أفندينا باب حديدي كبير، يفتح على حديقة واسعة، بها بعض الغرف للزوار والحراس. تزين الحديقة نافورة وأشجار وزهور.

القبة الرئيسية محمولة على أربعة أعمدة رخامية، مزخرفة بنقوش إسلامية. القبة مغطاة بالزجاج الملون، الذي ينشر الضوء بألوان مختلفة داخل الضريح. الجدران مغطاة بالرخام والعاج والصدف، ومنقوشة بآيات قرآنية وأسماء الله والخديوية. كما تزين الجدران لوحات تصور مشاهد من حياة الخديوى توفيق وأسرته.

في وسط الضريح، يوجد نعش الخديوى توفيق، مغطى بكسوة من كسوة الكعبة، التي أهداها الملك عبد العزيز آل سعود للأسرة الملكية. كانت كسوة الكعبة سببًا لسرقة قبة أفندينا في عام 2011م، عندما اقتحمها لصوص وأخذوا جزءًا منها. تم استعادة الكسوة فيما بعد، وتم ترميم قبة أفندينا وإعادة فتحها للزوار.

القباب الصغيرة التي تحيط بالقبة الرئيسية هي:

  • قبة أمينة هانم إلهامي، زوجة الخديوى توفيق وأميرة عثمانية من أصل كردي.
  • وقبة الخديوى عباس حلمي الثاني (1874-1944)، ابن الخديوى توفيق وآخر خديوية مصر.
  • قبة الأمير محمد علي توفيق (1875-1955)، ابن الخديوى توفيق وأخ الخديوى عباس حلمي الثاني.
  • وقبة الأمير محمد عبد المنعم (1899-1979)، ابن الخديوى عباس حلمي الثاني وولي عهد مصر.

أهميتها

تعتبر هذه القبة شاهدًا على تاريخ مصر في فترة حاسمة من تطورها، حيث شهدت نهضة سياسية وثقافية واقتصادية. كما تعكس هوية الأسرة الملكية، التي كانت تجمع بين التولُّع بالغرب والولاء للإسلام. هي أحد المعالم المعمارية المهمَّّة في مصر، التي تظهر جمال وروعة العمارة المصرية في ذروتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى