تعرف على قبيلة بني عامر فى البحيرة شعرائها واعلامها
تعرف على قبيلة بني عامر فى البحيرة شعرائها واعلامها
تعد قبيلة بني عامر بالبحيرة أحد القبائل العربية التى نزل منها قوم من بني لبيد بن ربيعة العامري من عامر بن صعصعة من قبيلة هوازن، بالبحيرة مع قوم من بني هلال وبني سليم، وكانت رياسة بني عامر بالبحيرة لعرب اللبابدة “لبيد” وقال القلقشندي وهم من بني سليم ومساكنهم بالمغرب من أرض مصر في برقة ومنهم النوافلة والعواكلة والموالك والقصاص والجواشنة والسبلة والدروع وبنو قطاب والرواشد والبواجنة والسبوت والرفيعات وأولاد سلام والندوة والحوتة والرعاقبة والصريرات والبركات والبشرة والزرازير والبلابيش “البلابيس” والقنائص والشراعية وقطار والسوالمة ، وفي بني سنبس بطن يعرف بلبيد من قبيلة طيء، وفي بني حرب بطن آخر يعرف بلبيد كانت مساكنهم ببلاد الصعيد وهم من بني هلال بن عامر، وقال السمعاني ولبيد بن عداء من عذرة القضاعية، قال القلقشندي أن السلطان المؤيد أجلى عرب البحيرة وأسكنها بني لبيد سنة 818هـ/1415م
وقال ابن الأثير في كتاب اللباب، أن لبيد بن ربيعة الجعفري شاعر له صحبة مات أول ولاية معاوية عن عمر 140 سنة وينسب إلى بني جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة..ولعل هذه أقدم رواية حول نسب بني لبيد العامريين، وكانت بني عامر من أقدم قبائل العرب نزولا إلى أرض الشام ومصر وجاء أقدم ذكر لها في بلاد مصر عام 109هـ/727م، وفي العام 1050م كانت سيطرة قبائل بني عامر على البحيرة والصعيد حتى برقة وطرابلس مشهورا في التاريخ وعلى رأسها قبيلة بني عامر والتي تتفرع لفروع لا تحصى، وكذلك اخوانهم وابناء عمومتهم من قبائل بني هلال وبني سليم وبني عوف وأحلافهم من العرب، ومن ورثتهم في الوقت المعاصر قبائل أولاد علي المشهورة في البحيرة والاسكندرية وعرب غزالة والمرابطين، ومن الجدير ذكره أنه في العام 1260م نزلت وفود كبيرة من بني عامر إلى الملك الظاهر بيبرس سلطان الديار، واستقبلهم المهمندار الحمداني صاحب دار الضيافة وكانت هذه الزيارة تهدف لتنظيم القوافل التجارية بين مصر ومملكة بني عامر القائمة في منطقة الاحساء بزعامة العامريين، وظلت قوافلهم تهبط مصر باستمرار فترة طويلة من الزمن، يتم الاشراف عليها من قبائل بني عامر في مصر والمغرب من بني هلال وبني سليم وبني عوف بن عامر، وكانت منطقة البحيرة درب القوافل إلى برقة وتونس وافريقيا وبقيت هذه الامور مستمرة حتى عام 1500م
ففي سنة 819هـ/1416م قام عربان البحيرة بانتفاضة وعصيان ضد المماليك ومن الجدير ذكره وحسب مصادر التاريخ توجد كراهية كبيرة جدا بين قبائل العرب وبين المماليك..
وفي سنة 838هـ/ 1434م هاجم المماليك عربان بني عامر في البحيرة، حيث قاد التجريدة العسكرية عليهم الاتابك إينال الجكمي قال المقريزي أن عربان لبيد قدموا من برقة بسبب قحط اصاب بلادهم هناك، وأنهم جاءوا لرعي حلالهم ولكنهم جوبهوا بالرفض وامر المماليك بأن يدفعوا مالا مقابل رعي حلالهم وأنعامهم ورفضوا ذلك وكان سببا في توجيه تجريدة عسكرية ضدهم
وفي سنة 842هـ/ 1438م هاجم المماليك بقيادة تغري بردي عربان بني لبيد -العامريين- في البحيرة، بسبب ثوراتهم المتكررة ضد المماليك من برقة حتى البحيرة
وفي سنة 858هـ/ 1454م توجهت قوات من المماليك عليها الأشرفي برسباي البجاسي لحفظ بلاد البحيرة من عربان بني لبيد العامريين وجرت حروب ومعارك يطول ذكرها وتوافدت الجيوش على عربان لبيد مما أدى إلى رحيلهم باتجاه برقة بليبيا وقامت عربان لبيد العامريين بترتيب قواتهم من جديد فعادوا إلى البحيرة في نفس العام 858هـ فعين السلطان تجريدة أخرى بقيادة خير بك الأجرود المؤيدي [6] وقد باءت بالفشل وفي العام 860هـ/ 1455م تمكنت عرب لبيد العامريين من الحصول على غنائم من الخيول من مرابع الجيزية أو “الجبرية” وفي العام 865هـ/1460م قادت بني لبيد العامرية عصيان آخر ضد المماليك في البحيرة ونهبت أشياء على ما يبدو تعود ملكيتها لأمراء السلطنة المملوكية وفي العام 866هـ 1461م ورد الخبر إلى السلطان بهزيمه قواته المتجهة للبحيرة حيث التقت مع قوات بني لبيد العامريين وهزمت شر هزيمة من بداية المعركة وفي العام 875هـ1470م طلبت القوات المملوكية نجدة من السلطان على إثر تقهقر قواته أمام قوات بني عامر في البحيرة، فخرج الأتابك أزبك بنجدة لهم من عدة من الأمراء والجند وفي سنة 880هـ/ 1475م هاجمت عربان لبيد العامريين عرب غزالة في البحيرة ونهبوا أموالهم واحتاطوا على 100 ألف رأس غنم، 15 ألف رأس من الإبل، وأرسلوا منها 2000 رأس من الغنم و500 من الإبل إلى السلطان، وقالوا له نحن طاعة للسلطان وأن غزالة اعتدوا علينا وحاربونا، فظفرنا الله عليهم، فأخذ السلطان ما بعثوه له، وعين لهم تجريدة بقيادة الأتابك أزبك، وجماعة من مقدمي الألوف، فتجهزوا وخرجوا وانضم إلى قوات المماليك مشايخ العربان للقضاء على تمرد وعصيان بني لبيد المغاربة في مغارب مصر، ففي هذا العام 881هـ/ 1476م تمكنت هذه القوات من الحاق الهزيمة ببني لبيد العامريين والقاء القبض على زعمائهم ويبدو إن تفكك القبيلة في هذه المرحلة كان سببا لهزيمتها حيث وقعت بينهم صراعات داخلية فعرب غزالة وبني لبيد في الأصل من جذور واحدة ونرى أنه في العام 889هـ/ 1448م دارت حرب طاحنة بين طائفتي بني غزالة وبني قطاب من بني لبيد العامريين قتل فيها جماعة من الفريقين
وفي العام 1512م قامت قبائل البحيرة بانشاء تحالف عربي ضم 7 طوائف كبيرة، واعلنوا عصيانهم وتمردهم على المماليك، قادت هذا العصيان قبيلة غزالة، وبصفة عامة فكانت منطقة البحيرة وحتى تاريخ 1514م/ 920هـ منطقة تمرد وعصيان وثورة عارمة على المماليك في نفس هذه الفترة كانت الحروب على أشدها بين المماليك والعثمانيين وكل منهما يحرض القبائل العربية على مناطق التماس ضد الآخر، وفي هذه الفترة انهارت التحالفات القبلية في كل من شبه الجزيرة العربية وضعفت مملكة بني عامر هناك ونشبت بينهم حروب داخلية في الاحساء، وفي فلسطين انهار حلف القبائل اليمانية ونشب بينهم قتال عنيف بين جذام بقيادة عرب العايد وقضاعة بقيادة عرب جرم، وانهارت امارة عرب الفضل أيضاً في الشام، واختفى دور بني عامر السياسي عام 1590م من شرق الجزيرة العربية أما في البحيرة التي هي خاضعة بالكامل لنفوذ قبائل بني عامر الهوازنية فجرت فيها أعمال نهب استهدفت قوافل الهدايا والتجارة والمؤن المتجهة لسلطنة المماليك في القاهرة انتقاما من المماليك بسبب تشويهم وتحريضهم على العربان ؛ مما دفع دار السلطنة بتوجيه كل قواتهم العسكرية للقضاء على قبيلة بني عامر وأحلافها من عربان البحيرة حيث وقعت احداث مهولة جدا استخدمت فيها كافة انواع الأسلحة انذاك ومن ضمنها ضرب المنجنيق وهو سلاح لا تمتلكه القبائل البدوية، ونتيجة هذه الحرب الطاحنة تهدمت البحيرة وخربت وتفرق جموع العرب الذين اصيبوا بجراح عميقة وخسائر فادحة، فمن قبيلة بني عامر نزل اقوام متفرقين في انحاء مصر وبرقة ومنهم من عبر سيناء إلى العريش وغزة ويافا، وقد اخفوا اسمهم فترة من الزمن داخل مصر بشكل خاص خوفا من المماليك وانتقامهم، فاستخدموا اسماء جديدة لها علاقة ايضا بتاريخهم الطويل والعريق ومنهم من ذهب إلى السودان ايضاً، ومنهم عائلات كثيرة جدا بقيت داخل مصر وعادت مرة أخرى إلى البحيرة ولكن بعائلات متفرقة اخفت اسم بني عامر..
ومن الجدير ذكره أن لهذه القبيلة تاريخ متجذر وقديم فمنذ عام 442هـ/ 1050م كانت قبيلة بني عامر بن صعصعة وبزعامة بني مرداس يسيطرون على الشام ويسببون قلقاً للدولة الفاطمية وكانت بني هلال وبني سليم وبني فزارة في البحيرة يتسلطون على القوافل التجارية ويتمردون على الحكم وقد ثاروا عدة مرات ضد الخليفة الفاطمي وفي سنة 469هـ/1076م كان منهم قبيلة الملحية (نسبة لبيع الملح) من بني سليم وبني فزارة وقد استنجد الخليفة بقائده بدر الدين الجمالي لمحاربتهم، فقتل منهم عددا كبيرا، واضطر الباقون للفرار إلى ناحية برقة نفس المكان الجغرافي التي جرت به تلك الحوادث، وفي عام 662هـ/ 1263م كان السلطان قد أمر عرب بني سليم وألزمهم باشهاد كتب عليهم بعمارة البلاد وخفارتها ورسم بتقديم سيف الدين عطا الله بن عزار على عرب برقة وألزمه بجباية زكاة المواشي وأخذ عشر الزورع والثمار بفريضة الله فالتزم بذلك وأنعم عليه بسنجق ونقارات وتوجه لحفظ البلاد واستخرج الزكاة والعشور من العربان ببرقة وهذا دليل تاريخي وجغرافي قوي جدا يدل على وجود قديم وتاريخي لقبائل بني عامر في منطقة البحيرة ومغارب مصر، وحتى تاريخ 1789م كانت منطقة البحيرة تحت سيطرة القبائل البدوية التي تعرف اجتماعيا بالبدو الرحل ومنهم قبيلة أولاد علي أشهر قبائل البحيرة في تلك الفترة وفي عهد والي مصر محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة فرض توطين البدو واستمالتهم وقد استعان بهم استعانة كبيرة في حروبه في الشام والحجاز كما أن الورثة الشرعيين لنسب قبائل بني عامر بن صعصعة في غرب مصر هم المغاربة من أولاد علي ومنهم الجميعات والسعادي وأولاد سلام والجبارنة والجوازي والعواقير والمغاربة وفي الوقت الحالي سلالة بني عامر الهوازنية القيسية تنتشر من مصر حتى تونس والجزائر غرباً وسواحل الشام وفي السودان.
ومن فروع قبيلة أولاد علي ذرية عقار من بني سليم بن منصور:
أولاد علي الأحمر ومنهم أولاد قناش والعشيبات والكميلات وأولاد علي الابيض السناقرة واولاد خروف والسننا “السنينات”، ويجتمع مع أولاد علي قبيلة الحرابي والجبارنة والبراغثة والمغاربة والجوازي والفوايد، وجميع هؤلاء قبل 800 سنة تعود جذورهم إلى قبائل قيسية غالبيتهم من بني عامر وبني سليم وبني هلال