الفدائي محمد فتحي.. “فتوح الأسمر” الذي أثار رعب القوات البريطانية في بورسعيد
أسماء صبحي
الفدائي محمد فتحي حسن صديق، أحد أبرز رجال المقاومة بالإسماعيلية، تميز بالجراءة الشجاعة وحبه وانتماؤه لبلده بشكل كبير. إلى جانب ثقافته وإتقانه لعدد من اللغات ساعدته فى القيام بعدد من العمليات. ولد بالإسماعيلية في عام 1925 وحصل على شهادة الثانوية العامة “البكالوريا من بورسعيد.
شارك محمد فتحي في كتائب الفدائيين التي حاربت عصابات اليهود في فلسطين عام 1948 وأبلى فيها بلاءً حسنا هو ورفاقه. وأسعده الحظ بالالتقاء مع البطل أحمد عبد العزيز.
وانضم الفدائي محمد فتحي إلى صفوف مجموعات المقاومة ضد قوات الاحتلال البريطاني بالإسماعيلية مع عدد من الفدائيين. وكان يجتمعون بمنزل عزازي بالمحطة الجديدة وكان هذا البيت له بابان، باب على الشارع الرئيسي وهو شارع أمون أمام شونة الملح. وباب على الحارة خلف البيت حتى إذا جاء تفتيش ومداهمة للمنزل من قوات الاحتلال البريطاني، كانوا يهربون من الباب الخلفي في حارة أبو بكر الصديق.
عمليات الفدائي محمد فتحي
قام بعدد كثير من العمليات ضد القوات البريطانية التى كانت تلقبه بـ “فتوح الاسمر “. وكان يخزن الاسلحة بغرفة بمنزله وكانت تساعدة فى ذلك ابنته الوسطى. وتعرض الفدائي فتحى صديق للإصابة من جندى بريطانى حيث طعنه بسونكي.
وكان البطل فتحي صديق يرى تجمعات جنود الاحتلال البريطاني في كل مكان بالإسماعيلية يسعون في الأرض فساداً. فتربى عنده فكرة الانتقام منهم، وكان كما ذكرنا لديه انتماء شديد لبلده يعادله كره للاحتلال البريطاني. فشارك في تنفيذ عدد من العمليات الفدائية بنفسه، كما قام بالاشتراك في عدد من العمليات الأخرى .
إلقاء قنبلة على تجمع للجنود البريطانيين
أثناء سيره بشارع محمد على راكباً دراجته البخارية ورؤيته لعدد من الجنود البريطانيين متجمعين أمام مبنى مديرية امن الإسماعيلية. فقام بإلقاء قنبلة يدوية الصنع أسفرت عن إصابات كثيرة بين صفوف الجنود البريطانيين.
وبعد هذه الحادثة بأيام وقبل أن تصدر الأوامر إلى الجنود البريطانيين بعدم سيرهم فرادى. قام البطل الفدائي فتحي صديق بالانقضاض على جندي بريطاني وطعنه بخنجر وأوقعه قتيلاً وفر هارباً.
وفي فترة التواجد البريطاني انتشرت عدد من البارات وفي ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية. وتواجد الجنود البريطانيين بكثرة بإحدى البارات بحي الإفرنج. كانت هناك مجموعة من الفدائيين تراقب هؤلاء الجنود السكارى وهم يخرجون من البار وكانوا يخطفوهم إلى الشوارع المجاورة ويقومون بقتلهم. وقد استطاع في ذاك اليوم قتل عدد من الجنود البريطانيين.
تفجير سيارة بريطانية
ومن الأعمال الشهيرة للفدائي فتحي صديق أيضاً، قيامة في عام 1951 بتفجير سيارة وقود بريطانية بشارع محمد علي أمام مبنى الحزب الوطني. وتم قتل عدد من الجنود البريطانيين الذين كانوا مستقلين السيارة. كما شارك الفدائي فتحي صديق في مظاهرات 16 أكتوبر 51.
وشارك أيضا في أشهر عملية فدائية وهى عملية البرتقال، والتي حدثت في 19 يناير 1952 والتي نتج عنها تدمير النقطة البريطانية على كوبري سالا. وكانت مشاركته بالعملية هو وآخرين في تأمين المنفذين للعملية وتغطية هروبهم . ونجح ومعه عدد آخر من الفدائيين أبناء الإسماعيلية في تغطية هروب منفذين العملية.
وأثناء حدوث العدوان الثلاثي على بورسعيد شارك مع كتائب الفدائيين الموجودة ببورسعيد. كما شارك فى قوات الدفاع الشعبي أثناء حرب 1967 ولم يترك الإسماعيلية أثناء الحرب. وبعد رحلة طوية من العطاء لبلده توفي الفدائي البطل في أغسطس عام 2004 ليترك أعماله وبطولاته تتحدث عنه.