أهم الاخبارالمزيدقبائل و عائلات

خريطة الحدود التاريخية بين طرابلس الغرب وبرقة لانتشار أكبر قبائل ليبيا

 

كتب – عمر محمد
قال المؤرخ سليم الرقيعي، إننى وجدت خريطة في كتاب (معجم خرائط البلدان الإسلامية) وتظهر فيه الحدود بين برقة وطرابلس الغرب بالفعل عند (قصور حسان) – أي ما بعد سرت – حينما كانت طرابلس الغرب جزءًا من (افريقية) التي كانت تضم طرابلس الغرب وجزءًا كبيرًا من تونس ، مما يؤكد أن الحد الفاصل بين القطرين الشقيقيين كان يتجاوز أحيانًا (سرت) نحو الغرب ليصل إلى (قصور حسان) وأحيانًا يتقهقر لوراء سرت نحو الشرق ليصل إلى (الوادي الحمر)، حيث ينتشر بها أكبر قبائل ليبيا.

وحسب المؤرخ أنه خلال الحقبة العثمانية الثانية – منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى حدوث الاحتلال الايطالي عام 1911 – كانت تركيا قد أنهت نظام الولاية العثمانية الواحدة (إيالة طرابلس) وأخذت تتعامل مع برقة وطرابلس الغرب على أنهما ولايتان وبلدان كما هما في الواقع الفعلي والطبيعي في تلك الحقبة، وهو ما تؤكده معاهدة (أوشي لوزان) 1912 التي بموجبها تنازلت تركيا لإيطاليا عن برقة وطرابلس الغرب حيث وجدنا الاتفاقية تنص على تسليم ولايتين لإيطاليا هما (طرابلس الغرب، وبرقة) وليس ولاية واحدة، هذا شيء، والشيء الآخر هو أن الحد الفاصل (الطبيعي والجغرافي والعرفي) بين ولاية برقة والقطر الطرابلسي خلال تلك الحقبة الأخيرة من العهد العثماني وكما لاحظت في كتب (الطاهر الزاوي) – وهو معاصر لتلك الحقبة – كان معروفًا بالعرف الإجتماعي بشكل عرفي تام ولم يكن موضع خلافٍ بين القطرين والشعبين الشقيقيين أبدًا، فالحد الفاصل كان (سرت) وإنما الخلاف كان حول بلدة (سرت) ذاتها، هل هي تدخل ضمن البلاد البرقاوية أم البلاد الطرابلسية، ولهذا وجدنا بعد معركة القرضابية عام 1915 نشب خلاف شديد بين البلدين وصل إلى حد الاقتتال حول تابعية (سرت) حيث تمكنت قوات السنوسيين من السيطرة على (سرت) بالقوة عام 1916 مما تسبب في جمود العلاقات بين القطرين لفترة 5 سنوات ثم بعد مقتل (السويحلي) عام 1920 إثر هجومه ليلة العيد على (ورفلة) تمكن الطرابلسيون من عقد مؤتمر صلح غريان بين الطرابلسيين ثم تقرر إعادة الاتصال بالبرقاويين لإصلاح العلاقة المقطوعة معهم فالتقى وفدا البلدين في (سرت) للتحاور والتصالح، لينتهي الأمر بعرض الطرابلسيين الإتحاد مع البرقاويين تحت زعامة إدريس السنوسي وهو ما تم فعلًا عام 1922 في اجدابيا وهي المبايعة الأولى لزعماء وممثلي الشعب الطرابلسي لأمير برقة، وأما المبايعة الثانية فقد جرت في بنغازي عام 1950 بعد عام ونيف من إقامة البرقاويين لدولتهم (إمارة برقة) وأنا هنا لا أسرد هذه الحقائق التاريخية والجغرافية للدعوة إلى تقسيم دولة ليبيا بل هي دعوة لفهم تاريخنا الحقيقي كما جرى بفعل كمقدمة لفهم ما هو النظام السياسي والإداري الذي يصلح لهكذا دولة (مٌركَّبة من بلدين) تكونت في الأصل بالبيعة الأولى من القطرين البرقاوي والطرابلسي عام 1922 حتى من قبل أن تصنع ايطاليا دولة ليبيا من خلال دمج هذين البلدين في مستعمرة واحدة تحت اسم (ليبيا الايطالية) عام 1934 وقسمتها إلى ثلاث ولايات ورسمت الحدود الإدارية بينها وفق هواها الاستعماري لا على أساس الواقع الطبيعي المعروف لدى سكان القطرين وهو أن (سرت) هي الحد الفاصل بينهما.

ونلاحظ أنه بعد الثورة حصل خلاف حول سرت أيضًا حيث تم دعم جماعة أنصار الشريعة في سرت والتي كان يتزعمها اسلامي متطرف من مصراتة لمقاتلة الحامية العسكرية النظامية التي كانت تسيطر على (سرت) وهي قوات الصاعقة التابعة لبنغازي ولم يهنأ بال لبعض قادة مصراتة ولا أعيانها حتى تم طرد هذه الحامية لبنغازي بالقوة وهذا حدث حتى قبل ظهور الكرامة!.. فيبدو أن (سرت) تظل دائمًا هي (الحد الفاصل) من جهة بين الشرق والغرب وهي من جهة ثانية نقطة نزاع حول تبعيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى