“الصهيوني الأعور”.. كيف فقد موشيه دايان عينه اليسرى؟
أميرة جادو
تعتبر تفاصيل الواقعة، التي فقد فيها الشخصية العسكرية والسياسية الإسرائيلية الشهيرة “موشيه دايان” عينه اليسرى، من الأمور التي ظلت غامضة لفترة طويلة، حتى تم الكشف عن التفاصيل بعد 70 عامًا من الحادثة.
أصدر جيش الاحتلال في تلك المناسبة تقرير إصابة يكشف تفاصيل إصابة “دايان”، والذي أوضح فيه بنفسه تفاصيل تلك الواقعة التي جعلته يعيش بقية حياته بصفة لازمة مميزة تتمثل في العصابة السوداء التي كان يحجب بها عينه اليسرى.
الراوية الإسرائيلية
وبحسب ما ذكرته الرواية اليهودية، فإن “دايان”، كان طُلب منه في 1 يونيو عام 1941 الانضمام على وحدة تعمل مع الجيش البريطاني، ومعها ذهب إلى سوريا في قوات بريطانيا غزت لبنان وسوريا حينها، وقاتلت الفرنسيين الموالين لحكومة “فيشي” الخاضعة لسيطرة المانيا النازية.
وقد تم تكليف الوحدة العسكرية التي بها “دايان”، بالقيام بمهمة للسيطرة على جسور استراتيجية في منطقة قريبة من منطقة إسكندرون شمال سوريا.
دايان يتحدث عن تفاصيل الواقعة
ووفقًا لما قاله “دايان” بنفسه عن الواقعة، بحسب الوثيقة التي رفعت السرية عنها قبل عدة سنوات، فأنه أبدى فيه رغبته في مواصلة الخدمة في القوات البريطانية.
وفي 7 يونيو 1941، ذهب “دايان” لتنفيذ المهمة مع الوحدة العسكرية، وكتب عنها قائلا: “في الساعة 01:00 وصلنا إلى جسر يتواجد بعد حوالي نصف كيلومتر شمال إسكندرون، وبناءً على المعلومات التي حصلنا عليها، كان هذا الجسر تحت الحراسة، ولم نجد أي شخص يقوم بالمراقبة ما جعلنا نتنفس الصعداء.. وفي الساعة 04:00 قررنا السير على الأقدام إلى إسكندرون، من أجل مساعدة بقية القوات البريطانية”.
عندما اقتربت هذه القوات من المبنى الذي من المفترض أن يستولوا عليه، اصطدموا بالجنود الفرنسيين بدأوا في إطلاق النار، وبادر “دايان” حسب قوله إلى “إلقاء قنبلة باتجاه مصدر إطلاق النار ورأيت أن تلك اللحظة مناسبة للاستيلاء على المبنى وطلبت من الجنود إطلاق النار على نوافذ المبنى.. عندما انفجرت القنبلة اقتحمنا المبنى”، وقتل ضابط فرنسي وجندي سنغالي في الانفجار، فيما أصيب جنديان فرنسيان، ورفعا أيديهما علامة على الاستسلام.
لحظة حاسمة
وبعد ذلك، انتقلوا إلى مبنى آخر، وفي الطريق أطلقت القوات الفرنسية النار عليهم، و “اضطررت أنا وضابط آخر إلى ترك الدراجة النارية التي أطلق عليها النار خلفنا والعودة إلى المبنى عبر الشاطئ، كما فعل الآخرون الذين توجهوا لتفقد بستان أشجار الفاكهة، وابلغوا أن قوة فرنسية قوية كانت عند سفح التل الجنوبي”.
وكتب “دايان” في روايته عن الواقعة: “في الوقت نفسه، أطلق الجنود الفرنسيون الذين كانوا هناك النار علينا”، ثم تأتي اللحظة الحاسمة في حياته والتي تابعها عواقب وخيمة: “لقد صوبت البندقية الفرنسية التي كانت معي ونظرت من خلال المناظير لتحديد موقعها بالضبط، في تلك اللحظة أصابتني رصاصة في عيني وذراعي، وفقدت قدرتي القتالية!”.
التقرير الطبي
بعد بضع ساعات وصل المزيد من القوات البريطانية وتراجع الفرنسيون تماما، ووفقًا لما جاء في التقرير الطبي، فأن “دايان”، قد أصيب بجرح في الجانب الداخلي من عينه اليسرى نتيجة لاختراق رصاصة، فيما يصف الدكتور ز. رابينوفيتش حالة دايان في وثيقة بقوله: “لم يكن هناك جرح خارجي. تمت إزالة الرصاصة قبل نقله إلى المستشفى. كان تجويف الجبهة منتفخا وكسرت عظام أنفه”.
وأفاد التقرير الطبي، أن “دايان” ظل داخل المستشفى لمدة أسبوع، وتحديدًا حتى يوم 15 يونيو، وتم الكشف ما وصلت إليه حالته الصحية بأنه “سيبقى فاقدا للبصر في عينه اليسرى، ويحتاج إلى مداواة طويلة لكسور عظام أنفه، علاوة على أصابعه الثلاثة المصابة”.
والجدير بالذكر أن “دايان” قد توفى في أكتوبر عام 1980، وتم دفنه في منطقة نهلال، وكان شغل في حياته منصب رابع رئيس هيئة أركان، وعما أيضا في السلك الدبلوماسي، وكان وزيرا للزراعة، وعضوا بالكنيست من الدورة الرابعة إلى الثانية عشر.