في عيد تحرير سيناء.. كل ما تريد معرفته عن تاريخ أرض الفيروز
اختلف المؤرخين حول أصل كلمة “سيناء “، فقد ذكر البعض أن معناها ” الحجر ” وأطلقت على سيناء لكثرة جبالها. بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة ” توشريت ” أي أرض الجدب والعراء، وعرفت في التوراة باسم “حوريب”، أي الخراب.
أرض الأنبياء
لكن المتفق عليه أن اسم سيناء، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء، مشتق من اسم الإله “سين ” إله القمر في بابل القديمة. حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، سيناء. عرفت بأرض الأنبياء حيث كرمها الله بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادي النيل، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام. وعرفها كل من إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وأمه البتول.
اجتاز أرض سيناء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام عام 1890ق.م، كما اجتازها سيدنا يوسف “يوبا” عام 1780ق.م الذي التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر، كما مر بها أبوه سيدنا يعقوب وأولاده الأسباط عند إقامتهم في مصر عام 1706ق.م ونسب اليهود أنفسهم إليه وأطلقوا عليه إسرائيل فعرفوا بني إسرائيل.
ومن الأنبياء والرسل سيدنا أيوب “هايوب” عام 1300ق.م وشعيب الذي عاش بين أرض مدين وأرض سيناء عام 1250 ق.م، كما عاش على أرضها سيدنا موسى الذي ناجى المولى عز وجل من فوق جبل الطور، وفيها عاش النبي داود عام 1005ق.م
من أرض سيناء دخل سليمان عام 950ق.م إلى أرض مصر ليصاهر فرعونها الملك أوسركون ويخطب ابنته التي نقلت عقيدة التوحيد المصرية إلى أرض الشام. كما دخل مصر من سيناء الإسكندر الأكبر عام 332ق.م الذي حمل عقيدة التوحيد من معبد سيوة.
وعاش فيها موسي وبها تلقى الشريعة من ربه حين عبر ببني إسرائيل البحر الى وسط رمال الصحراء وأصبحوا قريباً من المنطقة الجبلية التي تقع على شاطئ البحر الأحمر بين خليج العقبة وخليج السويس.
معجزات الله في أرض الفيروز
وفى سيناء رأى بنو اسرائيل من ايات الله الكثير والكثير، فقد ظلهم الله بسحاب كالغمام ليقيهم حرارة الشمس. وأنزل عليهم المن (طعام حلو) والسلوى (نوع من الطير) ليأكلوا وقال تعالى {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى57). وعندما اصابهم الظمأ ولم يجدوا ماء طلبوا من موسى أن يدعو ربه ليرزقهم الماء ليرتووا. فقال في ذلك عز وجل {وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}.
وفى العام الثانى للميلاد ومن أرض سيناء دخلت العائلة المقدسة إلى الأرض الآمنة. وخرج السيد المسيح عيسى عليه السلام من مصر بعد قضائه سبعة عشر عاماً في أحضان العقيدة حاملاً رسالة الإنجيل ينشرها لا في أرض فلسطين وحدها بل لينشرها في عالم الغرب بأكمله الذي كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته.
كما كرمها الله بذكرها في القرآن الكريم، عندما أقسم بها الله عز وجل بقوله تعالى {والتين والزيتون. وطور سينين}، وسينين هو جبل الطور الذي أكرمه الله بأن ناجاه موسى عليه.
وفيها الوادي المقدس “طوى” وهو البقعة الغالية التي قدسها الله تعالى فنادى فيها موسى قائلا: {هل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} وقال فيه عز وجل لموسى (عليه السلام) {فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}.