تعرف على تمثال رودس احد عجائب الدنيا السبعة
تعرف على تمثال رودس احد عجائب الدنيا السبعة
تعتبر جزيرة رودس أكبر الجزر الموجودة في جنوب شرق بحر ايجه وتبعد 12 ميلا من سواحل تركيا والتي تمتعت بمركز اقتصادياً هاماً في العالم القديم ، وكانت هذه الجزيرة جزء من امبراطورية الاسكندر الأكبر ، وفي عام 323 ق.م. مات الاسكندر الاكبر في بابل بعد صراع من المرض ، تكمن المشكلة أن الاسكندر الاكبر لم يعين له خليفة بعد موته ، فظهرت الحروب والصراعات علي الحكم والتي استمرت لعقود طويلة وانتهت هذه الصراعات بتقسيم الامبراطورية بين ثلاثة قواد
بطلميوس الأول الذي حكم الجزء الغربي منها وأسس سلالة البطالمة في مصر.
سلوقس الأول الذي حكم الجزء الشرقي وأسس سلالة السلوقيين في بابل .
أنتيغونوس الأول الذي حكم الأجزاء الوسطي وأسس سلالة حكمت آسيا الصغرى .
بعد تقسيم الامبراطورية اختارت جزيرة رودس التحالف مع بطلميوس الأول ومساندته في حربه ضد المقدونيين ، مما أزعج ذلك أنتيغونوس الأول فقام بارسال ابنه ديمتريوس علي رأس أسطول بحري ضخم حمل معه جيشاً كبيراً مؤلفاً من أربعين ألف محارب أي ما يفوق عدد سكان الجزيرة أنفسهم ، ولكن مع التحصين الجيد لجزيرة رودس ومساندة بطلميوس الأول لرودس ، اضطر ديمتريوس الانسحاب بجيشه تاركاً ورائه أطناناً من معدات و أدوات الحصار التي كانوا قد جلبوها معهم لفتح المدينة ، وبعد هذا الانتصار قام سكان رودس بتقديم القرابين لحامي مدينتهم الاله هليوس ، وكلفوا النحات ” شاريز ” بعمل تمثال للاله هليوس من البرونز ، و الذي كان يعد من عجائب الدنيا السبع القديمة .
الاله هليوس في الأساطير اليونانية القديمة هو اله الشمس ، ابن لزوجين من التياتن هما ثيا وهيبريون وهو شقيق ايوس ( الفجر ) وسليني ( القمر ) .
يبلغ ارتفاع التمثال ثلاثين متراً ويقف علي منصة من الرخام الأبيض يبلغ ارتفاعها 18 متراً وهو بذلك اكبر من تمثال زيوس في أولمبيا ، وقد استغرق بناء التمثال حوالي 12 عاماً ، وبداخله سلم حلزوني يصل الي موقع الشعلة التي يرفعها التمثال بيده اليمنى ، يمثل التمثال الاله هليوس وهو يقف عارياً تماماً مرتدياً عباءة أو رداء قصير يغطي كتفه و وكان يضع فوق رأسه تاجاً أو أكيل الغار الاغريقي ، وكان يقف فوق مدخل ميناء المدينة تمر السفن من بين قدميه .
ظل تمثال رودس منتصباً في مكانه لمدة ستة وخمسين عاما فقط ففي عام 226 ق.م. تعرضت جزيرة رودس الي زلزال عنيف دمر اجزاء واسعة منها وكان من ضمن الدمار تمثال الاله هليوس ، ويحكي أن الملك المصري بطلميوس الثالث عرض علي أهل جزيرة رودس ان يتكفل باعادة بناء التمثال ، ولكن رفض سكان رودس هذا العرض معتبرين أن الاله هليوس هو من أرسل ذلك الزلزال ليدمره ، وبقيت أجزاء متناثرة من التمثال لسنوات طويلة حتى القرن الأول الميلادي ، حيث وصفها المؤرخ الروماني ” بلني” ( رجال قليلون يستطيعون أن يمسكوا بأصبع الابهام علي أذرعتهم ، أما أصابع التمثال فهي أكبر من أي تمثال آخر ، أما الساقان فقد شطرا الي نصفين ، وبداخلهما مغارات وتجاويف واسعة ) .
يقال أن فكرة بناء تمثال الحرية في نيويورك كانت مستمدة من تمثال رودس ، وقد بني تمثال الحرية النحات الفرنسي بارتولدي .