المزيد

حدث فى مثل هذا اليوم ..صلح عبدالله بن سعد وأهل النوبة

حدث فى مثل هذا اليوم ..صلح عبدالله بن سعد وأهل النوبة

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، قام القائد، عمرو بن العاص، بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية، ولمّا فُتحت مصر، بعث عمرو بن العاص، عُقبة بن نافع إلى بلاد النوبة، ليدعو أهلها إلى الإسلام، فردّ عليه أهل النوبة بقتال شديد بالنبل، فأصابوا عددا من المسلمين.تكرّرت بعد ذلك محاولات دخول النوبة، لأكثر من 9 سنوات، ثم جاءت ولاية عبد الله بن سعد لمصر في عهد الخليفة الراشد الثالث، عثمان بن عفان، فغزا النوبة فسأله أهلها الصُلح والموادعة، فأجابهم بهدنة.

تم هذا الصلح في رمضان، 31 من الهجرة، وعلى إثره، دخل الإسلام النوبة، فلم يمضِ إلا زمن قليل ليسلم أهل النوبة كلهم، وكان صلح عبدالله بن سعد بن أبى سرح مع أهلها فتحا حقيقيا أبقى من كل قتال سبقه بين النوبة وبين المسلمين، وفقًا لمقال دكتور، محمد سليم بعنوان «دخول الإسلام النوبة». وقد روي أن المسلمين لم يروًا قومًا أشد في الحرب من أهل النوبة، ولا أمهر منهم في الرمي، حيث قال أحد المقاتلين فى حصار النوبة فى زمن عمر بن الخطاب: «لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم أين تحب أن أضع سهمي منك؟ فربما عبث الفتى منا (أى من المسلمين) فقال في مكان كذا، فلا يخطئه النوبي». لم يكن فتح مصر، مجرد فتح دولة ما، ولكنه يعد بمثابة التحكم في مصير قارة إفريقيا بأكملها بالإضافة إلى بلاد المغرب، ومن أجل ذلك تطلّبت عملية تأمين كاملة لحدود مصر وخاصة الجنوبية، ولذا قرر عمرو بن العاص، والي مصر في ذلك الوقت بإرسال سرية من سرايا الإسلام لفتح بلاد النوبة بقيادة عقبة بن نافع لإتمام عملية تأمين حدود مصر الجنوبية.

تقول أغلب الروايات أن المسلمون تماسكوا حتى نجح عقبة بن نافع بالتوغل داخل بلاد النوبة إلى أن وصل إلى العاصمة النوبية «دنقله»، وبعد ذلك تم التوصل لهدنة بين المسلمين وبلاد النوبة واستمرت حتى تولي عبدالله بن أبي السرح ولاية مصر خلافًا لعمرو بن العاص وتولي عثمان بن عفان خلافة المسلمين. وقام بعد ذلك النوبيون بشن هجومهم على صعيد مصر كرسالة لأبى السرح بانتقاضهم الهدنة المتفق عليها من قبل، فقرر ابن أبى سرح الخروج في جيش تعداده عشرين ألف مقاتل متوجها إلى «دنقلة» عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلم اهلها وقاموا بطلب الصلح.

أقر أمير المؤمنين، عثمان بن عفان، بنود الصلح بين النوبيين والمسلمين، ومن أهم البنود أن يحفظ النوبيين المسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة وألا يمنعوا منه مسلما، وفي في مقابل ذلك يتعهد المسلمين بأمان النوبين فلا يحاربونهم ولا يغزونهم.

فوجود المسجد وعدم التعرض للمسلمين في المدينة يعني انتشار الإسلام بين الناس، كونه منطلق الدعوة ومركزها وكان أول شيء يقوم به المسلمون في أي مكان يخلونه.

 

حدث فى مثل هذا اليوم ..صلح عبدالله بن سعد وأهل النوبة
حدث فى مثل هذا اليوم ..صلح عبدالله بن سعد وأهل النوبة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى