المزيد

بنت حاتم بن عبدالله الطائي و سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قالت سفانة الاسيرة الكافرة لنبينا الكريم خلي عني ولا تشمت بي قبائل العرب الا تعرف ابنة من انا ؟ انا ابنة اكرم عربي فتعجبوا من حسنها فلما تكلمت نسوا حسنها وتفكروا فيى عذوبة منطقها قائلة يامحمد هلك الوالد وغاب الوافد فان رايت ان تخلي عني ولاتشمت بي الاعداء من قبائل العرب فانت اهل لذلك فنحن سبايا قبيلة بني طيئ وانا وافدتهم ( المتحدث الرسمي باسمهم ) فان ابي كما تعرف وتعرف العرب جميعهم كان يحب مكارم الاخلاق
فكان يطعم الجائع ويفك العاني ويكسو العاري وما رد طالب حاجة ابدا وكانت سفانة مراة عيطاء لعساء عيناء العيطاء : الطويلة المعتدلة بين النساء واللعساء : جميلة الفم والشفتين ، و العيناء : واسعة العينين فقال لها النبي صل الله عليه وسلم ما اسمك واسم ابيك ومن اوفدك ؟؟؟
قالت: والدي حاتم بن عبدالله الطائي ، ووافدي أخي عدي بن حاتم الطائي [وكان عدي قد فرّ الى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة ، ثم تنصّر هناك وإلتجأ إلى ملك الروم ، فقال صل الله عليه وسلم: فأنت أبنة حاتم الطائي ؟ قالت:بلى..فقال صل الله عليه وسلم :
يا سفانة ..هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين ، ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق!! فقالت لست وحدي يارسول الله بل أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟ فقال صل الله عليه وسلم بابي هو وامي نبي الرحمة ومكارم الاخلاق : أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
[أرحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا :
عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ ، وغنياً افتقر من بعد غناه ، وعالماً ضاع ما بين جُهّال ]
فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لايصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية ،
قالت وهي مطمئنة : أشهد أن لاإله إلا الله…..وأشهد أن محمداً رسول الله، وأسلم معها بقية السبي من قومها ، وأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماغنمه المسلمون من بني طيئ إلى سفانه، ولما تجهزوا للرحيل قالت سفانة : يارسول الله إن بقية رجالنا وأهلنا صعدوا إلى صياصي الجبال خوفاً من المسلمين فهل ذهبت معنا وأعطيتهم الأمان حتى ينزلوا ويسلموا على يديك فأنه الشرف ؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): سأبعث معكم رجلاً من أهل بيتي دعوته كدعوتي يحمل إليهم أماني ،فقالت من هو يارسول الله ؟قال: علي بن أبي طالب..
ثم أمر النبي أن يجهزوا لها هودجاً مبّطناً تجلس فيه معززة مكرمة وسيرها مع السبايا من قومها ومعهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى وصلوا إلى منازل بني طي في (جبل أجأ)
ونادى سيدنا علي رضي الله عنه بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته حتى سمعه كل من في الجبل،فنزلت رجال طي وفرسانها جماعات وفرادى إلى الوادي فلما وقعت أبصارهم على نسائهم وأبنائهم وأموالهم وقد عادت إليهم بكوا جميعا وألتفوا حول سيدنا على رضي الله عنه وهم يرددون الشهادتين .
فلم يمض ذلك اليوم إلا ودخلت كل قبيلة بني طي في الإسلام ، ثم بعثت سفانة الى أخيها عدي تخبره عن عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه ،وحثـّتهُ على القدوم إلى المدينة المنورة ومقابلة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والإعتذار منه والدخول في الإسلام ،فتجهز عدي من ساعته وقصد المدينة ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم على يديه الشريفتين ،ثم عاد الى قومه معززاً مكرماًً وصار بعد ذلك من خيار المسلمين .
هكذا نرى كيف أن هذا الخلق النبوي قد جعل من الناس العصاة بشر طائعين مسلمين هذا هو الإسلام الحقيقي ومن تخلق بعكس ذلك فهو ليس من الإسلام في شئ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى