ابن قبيلة العبابدة.. القصة الحقيقية لأسطورة “ياسين وبهية”
أسماء صبحي
انتشرت في أرجاء مصر، أسطورة قديمة وهي (ياسين وبهية) حتى باتت جزء من التراث الشعبي. يتغنى بها شاعر الربابة في المقاهي الشعبية، وظلت هذه الأسطورة عالقة في ذهن المصريين جيلا بعد جيل. واستغلها المؤلفين في تحقيق حلم الشعب في ظهور البطل الأسطوري، ولكن سيدهش ويصدم الكثيرين عندما يعرفون الحقيقة.
بداية القصة
وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن ياسين كان أحد أفراد قبيلة العبابدة التي تعيش قرب حدود مصر مع السودان، من أشهر قطاع الطرق. وبدأت شهرته كخارج على القانون تزداد هنا وهناك وتملأ الأسماع في الاقصر وقنا، وبعد ذلك امتدت لتشمل بر مصر بأكمله. مما دعا الحكومة إلى أن تفكر في ضرورة القضاء عليه، خصوصاً عندما أرسلوا اليه أكثر من قوة من قوات الجيش والشرطة وفشلت جميع الحملات التي أوفدتها الحكومة للقبض عليه حيًا أو ميتاً.
وأضافت أميمة، أن اللواء صالح حرب ذهب في بداية حياته المهنية إلى وادي حلفا ضمن بعثة عسكرية لشراء سرب من الجمال للخدمة في سلاح الهجانة. وفي أثناء عودة الضابط الشاب سمع عن قصة ياسين، أعنف وأجرأ مجرم مشي على أرض مصر في زمنه. وبعد فترة قررت الحكومة المصرية إرسال اللواء صالح حرب لمواجهة ياسين وإلقاء القبض عليه.
وتابعت أميمة، إن القدر وضع اللواء صالح حرب في مواجهة ياسين، فخطرت له فكرة جريئة. فاستدار نحو قمة التل الذي يعلو فتحة المغارة وأسقط حبلا تتدل منه حزمة من البوص المشتعل. وحملت الريح الدخان إلى فوهة المغارة وشعر ياسين بالإختناق، فاضطر للخروج منها. ودارت بينهما معركة، وأثناء المعركة حاول ياسين قتل محمد صالح ولكنه كان أقوى منه. وأطلق عليه أربع رصاصات انتهت برصاصة فى قلب ياسين أنهت حياته.
أسطورة ياسين وبهية
وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أنه بالرغم من انتهاء حياته. بقيت أسطورته فى وجدان الجماهير التي تبحث عن بطل يملأ الأرض عدلًا بعد أن ملئت جورا. فإذا لم تجده في الحقيقة، صنعته في الخيال.
وأوضحت أنه بعد مقتل ياسين، صدرت جريدة الأهرام في التاسع من ديسمبر عام 1905. تحمل لقرائها الخبر والحكاية كاملة عن ياسين وبهية التي وجدوها في المغارة التى كان يختبىء فيها ياسين ورجاله. وادعت بهية كذباً أن ياسين اختطفها واغتصبها وأجبرها على العيش معه فى المغارة. ولكن مع التحقيق ثبت أنها كانت تعيش معه بإرادتها وادعت الخطف حتى لايقتلها أهلها بعد عودتها إليهم.