نداء من أبوعربي
شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري
يا إخوتي في الجرحِ والآلامِ
يا ذُخرَنا في عزمِنا المُتنامي
قد أورقَ الأملُ الذي حررتمُ
وعلى سواعدِكمْ قراتُ وِسامي
مَنْ كالبنادقِ في الحوارِ فصاحةً
حيثُ العدوُّ مُتوَّجُ الأوهامِ
عطِشتْ قذائفُنا للحمِ عدوِّنا
عبرَ الحدودِ على المدى المُترامي
أشعِلْ جحيمَكَ في عدوِّكَ وادّخِرْ
منها أخاكَ لِحالِكِ الأيامِ
واعذُرْ أخاكَ إذا رأى ما لا ترى
فِقهُ السياسةِ غمّةٌ بغمامِ
أموالُهمْ أعراضُهمْ ودماؤُهمْ
كلٌّ مُحرَّمةٌ وأيُّ حرامِ
والأهلُ إذْ طاشَ الرصاصُ مُحرَّماً
يبكونَ فوقَ فجيعةٍ ورُكامِ
وتعلّقتْ عينا شهيدٍ حسرةً
لا تذبحوني غمةً بمنامي
لا تخذلوا شهداءَنا في قبرِهمْ
رقدوا على حلمِ الشقيِّ الظامي
لا تقتلوا في الأمِّ فخرَ أبيَّةٍ نذرتْ بنيها للحِمى المقدامِ
واحسرتاهُ وما أشدَّ مُصيبتي
ما يفعلُ الأرحامُ بالأرحامِ
والنفسُ زائغةٌ تَنازَعَها الهوى
روحُ الفِداءِ وشهوةُ الحكامِ
ضلَّ الرصاصُ طريقَهُ ماذا جرى
هل صار خصماً إخوتي وخيامي
والدربُ في عزِّ الظهيرةِ أظلمتْ
حقلٌ من الأشواكِ والألغامِ
فلطالما منّيْتُ نفسيَ بالمُنى
معسولةً في يقظةٍ ومنامِ
واليومَ يصعقُني الصراعُ محذِّراً
أن يستحيلَ إلى قِتالٍ دامِ
لا دولةٌ حتى وليس دويلةً
هذا الجنينُ بحاجةٍ لِتمامِ
هذا التعدُّدُ في رُؤاكمْ نعمةٌ
كم تُحسدونَ كقادةٍ وأنامِ
أمّا العدوُّ وقد تَغطرسَ طاغياً
لن يَستجيبَ لغيرِ وَقْعِ حُسامِ
حربُ الأحِبَّةِ نارُها ولهيبُها
برْدٌ على العُدوانِ والإجرامِ
ما كان أحرى الأهلِ أن يَتَحاوروا
لا بالرصاصِ وإنما بوئامِ