تاريخ ومزارات

ليلة سقوط عاصمة الخلافة العباسية.. كيف حاصر المغول بغداد؟

أميرة جادو 

في مثل هذه الأيام، وتحديداً في 10 فبراير من عام 1258، تمر ذكرى سقوط بغداد في أيدى المغول، وكتبت بذلك انتهاء الخلافة العباسية، وذلك على يد هولاكو خان، بعد أن حاصرها 12 يوما، فدمرها وأباد معظم سكانها.

سقوط الدولة الخوارزمية في فارس

وجاء ذلك عقب سقوط الدولة الخوارزمية في فارس، حيث تم بسقوطها ازالة الحاجز الذى كان يمنع المغول من التقدم والسيطرة على دولة الخلافة الإسلامية في بغداد.

وبمجرد نجاحهم في السيطرة على فارس قام هولاكو بإرسال إلى الخليفة العباسى أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حصون بغداد ودفن الخنادق المحفورة حولها، وذلك لأنه لم يرسل إليه جنوداً لمساعدته في حصار آلموت رغم أنه أظهر الطاعة والخضوع لسلطة المغول.

محاولات استرضاء هولاكو

استمرت محاولات الخليفة لاسترضاء هولاكو، حيث بعث إليه برسالة يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكن كان رد هولاكو هو عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العباسية وإفنائها عن بكرة أبيها.

سقوط بغداد وخسائر فادحة

ويعتبر سقوط بغداد خسارة فادحة للثقافة والحضارة الإسلامية، بعدما احترقت العديد من المؤلفات القيمة والنفيسة في كافة المجالات العلمية والفلسفية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، حيث قام المغول بإشعال النار في بيت الحكمة، وهي من أعظم مكتبات العالم القديم في ذلك الوقت، وألقوا بالكتب في نهرى دجلة والفرات.

بالإضافة إلى ذلك، قتلوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانية فارس، ودمَّروا الكثير من المعالم العمرانية من مساجد وقصور وحدائق ومدارس ومستشفيات.

ونتج عن ذلك تدمر المدينة بشكل كامل، وتم هدم جميع المساجد والعمارة الإسلامية هناك، وأصبحت ركام وأثار هدم تعبر عن الخراب الذى حل على المدينة، وقد تناثرت جثث القتلى في الطرقات على هيئة تلول.

والجدير بالذكر انه بالرغم من اختلاف التقديرات بشأن عدد القتلى في بغداد إلا أنه من المتفق أنها كانت أعدادًا ضخمة جدًا، ثم تساقطت عليهم الأمطار فتغيرت صورتهم، وأنتنت المدينة من جيفهم، وحصل بسبب ذلك وباء شديد حتى تعدى وانتشر في الهواء إلى الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح في حلب ودمشق، واضطر هولاكو أن ينقل مخيمه من المدينة بسبب رائحة العفونة التى انطلقت من جيف القتلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى