خبيرة في التراث تروي لـ “صوت القبائل” أغرب الخدع الحربية في التاريخ
أسماء صبحي
الحرب خدعة، والتاريخ يحمل لنا العديد من الخدع التي أنهت حروبا استمرت لسنوات طويلة جداً، وسوف نستعرص معاً من خلال المقال التالي بعضاً من هذه الخدع التي أثارت دهشة كل من سمعها.
خدعة حصان طروادة
تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن الاسبرطيون حاصروا الإغريق طروادة لمده عشرة سنوات، وعندما فشلوا فى دخولها تظاهر الجيش الاسبرطي بالرحيل ولكنهم ابتدعوا حيلة جديدة. حيث قاموا بصنع حصاناً خشبياً ضخماً ملئ بالمحاربين، وقام أحد جواسيس الإغريق بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، تكون مقدمة لسلام بين البلدين.
وأضافت حسين، أن ملك طرواده أمر بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير، واضطر أهل طرواده إلى كسر أجزاء من سور مدينتهم المنيع لإدخال الحصان الخشبي. وفي الليل بينما أهل طروادة يرقصون ويحتفلون بانتصارهم إذا بالحصان الخشبي ينفتح ويخرج منه جنود طروادة ويفتحوا الأبواب لجيوشهم، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد، وهكذا انتصر الاسبرطيون واستولوا على طروادة بلا حرب بسبب الخدعة التاريخية.
معركة كانا وأكبر الخدع التاريخية
وأشارت حسين، إن معركة كانا وقعت أحداثها قبل ميلاد السيد المسيح بحوالي مائتي عام بين جيش قرطاجنه وجيش روما سيدة العالم في ذلك الوقت. حيث دبر القائد الإفريقي (هانيبال) قائد جيش قرطاجنه أكبر خدعة تاريخية عندما تنبه إلى حقيقة أن روما لاتعرف شيء عن الفيل الإفريقي ذلك الحيوان الضخم.
وأوضحت الخبيرة في التراث، أن هانيبال عبر البحر المتوسط بجيوشه واصطحب معه قطيعاً هائلاً من أضخم الأفيال الإفريقية. وأعد لها ألواحا خشبية ضخمة للعبور عليها، وعندما اقتربوا من روما وضعوا الأفيال في المقدمة. فدب الرعب في قلوب الجنود حيث اعتقدوا أن هذه الأفيال شياطين عملاقة لها خراطيم طويلة مخيفة. ففروا مزعورين فكانت هذه الخدعة هي بداية الطريق لانتصار قرطاجنة على روما في معركة كانا.
غزو الهند لكشمير
وتابعت أميمة، إن الهنود مهارتهم في التعامل مع الثعابين والتحكم فيها، فاستخدموها في غزوهم لكشمير. فقاموا بالقاء كمًا هائلاً من الثعابين السامة على مقدمة الجيش الكشميري الذين أصابهم الهلع ففروا هاربين.
معركة ترونج وأطرف الخدع الحربية
وفي معركة ترونح استخدمت خدعة من أطرف الخدع في التاريخ، ففي ذلك الوقت كانت الصين تسيطر على فيتنام. ولم تكن هناك حيلة لدي الفيتناميين لهزيمة الصينيين، حتي أقدم أحد ولاة الصين على خطأ كاد أن يكلفهم غالياً جدا.
فلقد قتل الوالي الصيني زوج إحدي نساء ترونج، ففتح على نفسه أبواب جهنم. فلقد ثارت جميع النساء في فيتنام الشمالية، وتجمعن في جيش جرار واجهن به الجيش الصيني الذي لا يقهر. والمكون من أقوى الرجال على وجه الارض في ذلك الوقت. وهاجمن مقر الحاكم وهزمن الصينيين شر هزيمة وسيطرن على عشرات المدن التي كان الصينييون قد اغتصبوها. بل واستطعن تكوين مملكة خاصة بهن واخترن ملكة منهن لتحكم مملكة النساء.
وحاول الصينيون تحويل هذه الهزائم إلى نصر دون جدوى، حينها قرر قائد الجيش الصينى استخدام الخدعة. حيث أصدر إشارة خاصة عند التحام الجيشان فتجرد جميع الجنود الصينيين من كل ملابسهم وأستأنفوا القتال وهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم. فماذا حدث؟.
حدث ما توقعه القائد الصيني تماماً، فلقد شعرت النساء بالخجل وبدأ يبتعدن عن الصينيين الذين لم يضعوا الفرصة واستمروا في مطاردتهن حتي حاصروهن عند نهر (هات جيانج)، حتى لم يعد أمامهن إلا مواصلة القتال. ولكنهن فضلن الموت عن مواجهة الرجال العراة، فانتحر جيش النساء بأكمله بإغراق أنفسهن في النهر، وهزم الخجل جيش النساء الذي دحر الصينيين.
ولا يزال الفيتناميون يحتفلون بانتحار جيش النساء كل عام في عيد خاص سموه عيد “أخوات ترونج”.