هل عرف المصري القديم تربية الكلاب واستأنسها؟
تشير أحداث قصة “الأمير الموعود” إلى النبوءة التي أخبرت عن موته على يد تمساح أو كلب أو ثعبان، وتوضح القصة كيف أن الأمير في طفولته ولع باقتناء كلب صيد من نوعية الكلاب السلوقية، والذي يفصح عن نفسه قائلًا للأمير: “أنا قدرك المحتوم”، فيهرب منه قافزًا إلى البحيرة فيقبض عليه التمساح.
وحسب الدكتور سليم حسن في كتابه الأدب المصري القديم، كانت الكلاب في مصر القديمة رفيقًا للمصري، وخصوصًا كلاب الصيد، وقد شاع مشاهدتها في مناظر الصيد المنتشرة في المعابد والمقابر المصرية.
تاريخ
ويلفت فرنسوا ديناند في كتابه “الحيوانات والبشر تناغم مصري قديم” أن تربية الكلاب في مصر القديمة، شاعت منذ عصور ما قبل التاريخ في منطقة مرمدة بني سلامة (5400 ألى 4500 ق.م)، حيث عثر على عظام بعض الكلاب المستأنسة، موضحًا أن معظم مناظر المقابر صورت الكلب السلوقي، الذي يتميز بطول أذنيه ورشاقة جسمه، كمساعد مهم في عملية صيد الظباء والطيور، خاصة في عصر الدولة الوسطى “2055 الى1650 ق.م”، ومثال ذلك المنظر الشهير في مقبرة انتف الثاني بطيبة، والذي يظهر فيه في صحبة كلابه الخمسة.
“الشجاع”
ويلمح ديناند إلى أن الكلاب اختلفت عن القطط في أنها منحت أسماء كانت تنادى بها، مشيرًا إلى أنه من الأسماء التي شاعت للكلاب في ذلك الوقت، “الأبنوس” و”الشجاع” ، و”رياح الشمال” ، و”ظبي” ، وسمى أيضا بـ”لا يصلح لشيء”، موضحًا أن إعطاء أسماء للكلاب يبرز مدى اعتزاز أصحابها بها، كما يوضح معرفة كل مقتني بصفات كلبه، منوهًا بأن من ضمن الأسماء التي أعطيت لكلاب الحراسة، “الراعي الجيد”، و”الحارس المتنبه”.
الكلاب البوليسية
وبحسب ديناند كان المصري القديم أول من استخدم الكلاب في تعقب المجرمين ، فقد دلت اللوحة الجنائزية لأحد أعضاء الشرطة في عصر الدولة الوسطى إلى أنه كان يطوف الصحراء بصحبة كلابه الخمسة ليتعقب الهاربين .
ويوضح فرنسوا أنه بجانب الكلب السلوقي عرفت فصائل أخرى من الكلاب في مصر القديمة ، منها ما كان يشبه السلوقي ولكن بذيل قصير وأذنين متدليتين ونوع أخر ينحدر من سلالة الدرواس ، ذو انف أفطس ورأس كبير ، والكلب الذئبي الألماني ، وهو كلب قصير القوائم .