باحثة في الآثار تتحدث لـ “صوت القبائل” عن آلهة سيناء في مصر القديمة
أسماء صبحي
قالت نادية لطفي، الباحثة في الآثار المصرية القديمة، إن جحوتي يعد أهم آلهة سيناء والمعبودات القمرية في الديانة المصرية القديمة. كما كان يقدس في مصر كلها بصفته إله القمر. وقد أطلق عليه سيد السماء والغامض والمجلل بالأسرار والصامت ورمز الحكمة والوقار. كما نعت بجمال الليل وذلك لما آثاره هذا الكوكب في نفوس المصريين من توفير للأشكال التي كان يتجلى بها على مدار الشهر القمري.
وأضافت لطفي، أن علاقة جحوتي بالقمر اختلفت، حيث ظهر في بعض النصوص باعتباره القمر نفسه الذي يعبر السماء. بينما ظهر في نصوص أخرى على أنه الإله المسؤول عن حماية ورعاية هذا الكوكب. وكان تحوت هو المعلم أو الوحى الذي ينقل العلم من العالم الآخر (الدوات) الى العالم المادي. وكان الدوات (العالم الآخر / عالم الروح) عند قدماء المصريين هو المنبع الذى تأتى منه الأشياء إلى عالم التجسد وإليه تعود مرة أخرى. وكان العلم والحكمة من الأشياء التي تأتي إلينا من العالم الآخر.
حتحور إحدى آلهة سيناء
وأشارت لطفي، إلى أن المعبودة حتحور كانت واحدة من أشهر المعبودات المصرية. وكانت تظهر بثلاث هيئات أساسية، امرأة بأذني بقرة، وبقرة كاملة، وامرأة ترتدي تاج عبارة عن أذني بقرة وقرنين كبيرين بينها قرص الشمس. وعرفت كربة للموسيقى والحب والعطاء والأمومة وغيرها وقد عبدت في مختلف أنحاء مصر. ولكن يظل معبدها في دندرة أكثر معابدها شهرة.
وتابعت، إنه من الواضح أن الإلهة حتحور كانت ذات علاقة وثيقة أيضاً بإله القمر في مصر. فقد ذكرت “إكينستين” أن الصفة القمرية لهذه الإلهة وارتباطها بعبادة آلهة القمر في مصر. وكانت عاملاً هاماً في انتشار عبادتها في سيناء، حيث حلت محل الإلهة الآسيوية المحلية ذات الصفة القمرية. وتؤكد أيضاً Meyrowitz هذه الصفة في الإلهة حتحور بقولها أن حتحور كانت تمثل وهي تمسك بجريدة نخل في يدها وأن النخيل كان يرمز إلى الإلهة القمرية الأم في الشرق القديم كله.
وأوضحت الباحثة في الآثار المصرية القديمة، أن قناع حتحور هو عبارة عن وجه مسطح بأذني بقرة. ويكون مغطى بالباروكة أو بدون الباروكة. ويختلف عن شكل المعبودة في الهيئة الآدمية الكاملة للرأس. ويتميز بالتصوير الأمامي وأذني البقرة بدلاً من الأذن الآدمية (مأخوذة عن “بات”).