حوارات و تقارير

قرية «الشخلوبة» ليس بها عاطل ويقصدها السياح.. أسرار صناعة الشبك عند «جيران السمك»

أميرة جادو

«الرزق على الله، قوم يالا نرمي الشباك.. الرزق على الله يا بكرة بستناك»، يدندن الصيادين وهم يصنعون شباك الصيد، حاملا أدواته متحليًا بالصبر، فصناعة الشبكة الواحدة تستغرق عشرات الساعات، كما يوجه راغبو شراء شبكات الصيد قبلتهم، من محافظة كفر الشيخ، إلى قرية الشخلوبة، فرغم غرابة اسمها إلا أنها تحتضن كنزًا من الأيادي المصرية السمراء، التي تخصصت في هذا الفن.

جيران السمك

«جيران السمك» هكذا يطلق أبناء القرية على أنفسهم، حيث يعملون كل يوم في مهنتهم التي توارثوها عن أجدادهم، حيث حرص أهالي القرية على الحفاظ على هويتها وتقاليدها، علاوة على شهرت سكانها بكرم الضيافة والترحاب بالزائرين من شتى البقاع يأتي المهتمون بصناعة الشبك، إذ تعتبر «الشخلوبة» مزارًا سياحيًا، فالقرية التي لفظت البطالة منذ سنوات، فلا يوجد بها «عاطلا».

«ألف نوع من الشباك والخيوط»

وفي هذا الإطار كشف الحاج شعبان إبراهيم السرجانى، أحد الصيادين، أن صناعة شبك الصيد وخيط الصيادين بدأت منذ سنوات طويلة بكفرالشيخ حيث يوجد مصنعين لصناعة هذه الخيوط، وأن بها أسرار كثيرة وتقنيات عالية للفنين والهواة مع اختلاف الدرجات والأنواع التي تتخطى الألف نوع.

وفيما يخص التفاصيل مهنة صناعة الشباك، أوضح “السرجاني”، قائلا: «مجال صناعة كبير ومعقد وتفاصيله كثيرة وليس من السهل إتقان صناعة الشبك في شهور معدودة، وأن أكثر فترة يزيد الطلب علي شبك الصيد هي الثلث الأخير من العام مع حدوث النوات فمع حدوث النوات يأتي الخير للجميع».

موسم الخريف وتوافد الطيور

ويعتبر الخريف هو بداية الموسم، كما يقول عثمان بدوي، أحد صيادين كفر الشيخ، حيث تتوافد آلاف الطيور من أوروبا قاصدة القرية لمناخها المعتدل وتستقر بها قبل أن تعود لأوروبا مرة أخرى نهاية شهر فبراير القادم.

سبب تسمية القرية 

وعن سبب تسمية القرية بهذا الاسم، أشار الحاج إبراهيم علي سودان، إلى إن «الشخلوبة» بسيدي سالم لا يعرفها كثير من الناس وسميت بهذا الاسم بسبب تجمع كميات كبيرة من السمك أسمه « الشخلوبة » الذي كان يأتي إلي البحر الأبيض المتوسط فيتم جذبه من المياه المالحة إلى المياه الحلوه.

وعلى الرغم من وجود قرية “الشخلوبة” في الريف إلا أنها ليس بها زراع أو مزارعين بل يعمل معظمهم في صيد الأسماك وبيعها عن طريق المزادات وصناعة المراكب، فهم يبحثون عن الهدف الأهم وهو الحفاظ على التاريخ الكبير الذي صنعه الآباء والأجداد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى