الحرب الصينية البورمية الأكثر دموية.. حكاية إمبراطور صيني قام بالحملات العظيمة العشر
أميرة جادو
يصادف اليوم الذكرى الـ 253 على نهاية الحرب الصينية البورمية بهدنة غير مستقرة، وذلك في ديسمبر عام 1769، والمعروفة باسم غزوات تشينج لبورما أو حملة أسرة تشينج على ميانمار وهى حرب نشبت بين أسرة تشينج من الصين وأسرة كونباونج من بورما (ميانمار)، وفيها شنت الصين بقيادة الإمبراطور تشيان لونج أربع غزوات على بورما بين 1765 و1769، وكانت من «الحملات العظيمة العشر» التي قام بها.
الحرب الأكثر دموية
تلك الحرب التي أزهقت فيها أرواح ما يزيد عن 70,000 مقاتل صيني وأربعة قادة، وهي «الحرب الحدودية الأكثر دموية التي شنتها أسرة تشينغ على الإطلاق»، وأنها الحرب التي «ضمنت استقلال بورما». كان دفاع بورما الناجح أساس الحدود الفاصلة حاليًّا بين البلدين.
بداية الحرب
في البداية، لم يتوقع الإمبراطور أن تكون حربًا سهلة، ولذلك لم يرسل إلا القوات المتركزة في يونان (الصين) وكان غزو تشينج ردًا على انتشار غالبية القوات البورمية في غزوتهم الأخيرة في سيام، ومع ذلك، انتصرت القوات البورمية المتمرسة في أول معركتَين في 1765–1766 و1766–1767 على الحدود.
وفي هذه الآونة، زادت حدة الصراع الإقليمي، حتى وصل لحرب كبيرة اشتملت على مناورات عسكرية على الصعيد الوطني في كلا البلدين أما الغزو الثالث (1767م–1768م) فقاده نخبة من رجال الرايات التابعين لمانشو، وقد نجحوا تقريبًا وتوغلوا في عمق وسط بورما في مسيرة استغرقت بضعة أيام من العاصمة إيفا (إنوا) لكن رجال الرايات من شمال الصين لم يستطيعوا تحمل التضاريس الإقليمية غير المألوفة والأمراض المتوطنة الفتاكة، وطردوا مرة أخرى بخسائر فادحة.
وبعد أن نجى الملك هسينبيوشين من الهلاك بأعجوبة، أعاد نشر قواته من سيام حتى الجبهة الصينية وقد فشلت القوات المشاركة في الغزوة الرابعة الكبرى ولم تتمكن من اجتياز الحدود ومع محاصرة قوات تشينج بالكامل، توصل قادة الحرب إلى هدنة لكلا الجانبين في ديسمبر عام 1769م.