عادات و تقاليد

حكاية رقصة الهاكا القتالية.. تقليد من تراث قبائل نيوزيلندا الاصليين

أميرة جادو

بعد تنفيذ العديد العمليات الإرهابية حول العالم، عبر أبناء كل دولة عن حزنهم بطريقتهم الخاصة، التي اختلفت بين توزيع الورود والوقفات الصامتة، وتعليق صور الضحايا، ولكن لأهالي نيوزيلندا أسلوبا مختلفا تماما، وهي رقصة “هاكا”، إحدى الرقصات التي اشتهر وتميز بها أفراد من قبائل “الماوري”، سكان نيوزيلندا الأصليين.

حكاية رقصة “الهاكا”

وتعتبر من رقصات الحرب التقليدية، والتي يتم تستخدم أيضا في الجنائز لتكريم الضحايا، في بعض الأماكن، حيث يتم تقديمها بأداء عاطفي، حيث إنها إحدى العادات التقليدية الموروثة التي كان يمارسها المحاربون القدامى من الماوريين، قبل المعارك لترهيب العدو.

والهاكا هي صيحة قتالية أو رقصة أو تحدٍّ تقليدي من تراث قبائل “الماوري”، وهم سكان نيوزيلندا الأصليين، تؤدَّى هذه الرقصة التي تعتمد على الأوضاع الجسدية بشكل جماعي، مع حركات عنيفة وضرب الأرض بالأقدام مصحوبة بصيحات وصرخات متناغمة مع الحركة.

تاريخ الهاكا

يرجع  تاريخها إلى المقاتلين الذين كانوا يؤدّونها قبل المعارك، استعراضاً لقوتهم وشجاعتهم من أجل إلقاء الرعب في قلوب الخصوم، كما استخدمت الهاكا لأغراض أخرى من بينها الترحيب بكبار الضيوف، والاحتفاء بالإنجازات العظيمة، وفي المناسبات أو الجنائز.

ويتم استخدام الكثير من الحركات والأوضاع عند رقص الهاكا، من بينها تبديل ملامح الوجه والحركات العنيفة كالضرب بالأيدي على الجسد وضرب الأرض بالأقدام بقوة، إلى جانب الإنشاد الذي تتخلّله صيحات وأصوات مرعبة ومخيفة.

كما تبدو وكأنها سيمفونية تتناغم فيها الأيدي والأذرع والأرجل والأقدام والصوت والعينان واللسان والجسد للتعبير عن الشجاعة أو الانزعاج أو الفرحة أو غير ذلك من المشاعر المتعلقة بالمناسبة التي يحتفل بها.

 أنواع رقصة الهاكا

هناك أنواع عديدة لـ “الهاكا”، منها:

  • هاكا “البروبيرو”، كانت تؤدَّى قديمًا قبيل المعارك، استحضاراً لعون إله الحرب وإرهاباً للخصم، وفيها يقفز الراقصون إلى الأعلى مع ثني الركبتين بقوة والعبوس ورسم تعبيرات مرعبة على الوجوه، مع التلمظ وجحوظ العينين والصيحات والتلويح بالأسلحة، وكانت تؤدَّى بشكل جماعي متناغم، فإن حدث نشاز يعد ذلك فألاً سيئًا قبل المعركة التي كان المحاربون كثيراً ما يخوضونها شبه عراة.
  • هاكا “توتو نغاراهو” القفز أيضاً، بينما لا تتضمن هاكا “فاكاتو وايواي” أي قفز.
  • وهاكا “نغيري”، وهي تؤدي بدون سلاح وهدفها تحفيز المحاربين، وللراقص في هذه الهاكا حرية التعبير بحركات جسده كما يشاء.
  • أما هاكا “ماناوا ويرا”، فتؤدَّى عادة في الجنائز وغيرها من المناسبات المتعلقة بالموت، وهي تؤدَّى أيضاً بلا أسلحة، وليس فيها إلا القليل من الحركات الراقصة.

 أشهر هاكا في العصر الحديث

هي هاكا “كا ماتي”، التي تعود إلى “تي راوباراها”، وهو زعيم حرب من زعماء قبيلة نغاتي توا، وتصنَّف ضمن الهاكا الطقسية، وهي حيل ماكرة كان يستخدمها تي راوباراها ليغلب أعداءه، وقد يفهم منها “الاحتفال بانتصار الحياة على الموت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى