ماذا تعرف عن سرايا الباشا بفرشوط في محافظة قنا؟
مدينة “فرشوط “التي تقع شمالي محافظة قنا تقع سرايا الباشا، كما يسميها أهالي المدينة، فما هي قصة هذه السرايا؟ ومن هو الباشا؟ هذا ما سيوضحه لنا حفيد هارون باشا محمد سعيد أبو الوفا هارون سليم أبوسحلي.
من هو هارون باشا؟
يخبرنا حفيد هارون باشا عن جده قائلًا: هو هارون سليم باشا أبوسحلي، ولد عام 1886 بمدينة فرشوط، شمالي محافظة قنا، والده سليم أفندي كان ناظرًا لقسم مدينة فرشوط، في عام 1909 حصل هارون باشا على ليسنانس الحقوق، كان من أصدقاء الزعيم مصطفى كامل، عُين بالمحاماة في بداية حياته، ثم التحق بوظيفة معاون نيابة بقنا، ثم نقل إلى مدينة طهطا بسوهاج، ورقٌي إلى درجة مساعد نيابة ونقل إلى أخميم بسوهاج، ثم وكيلًا للنيابة بالبلينا، بعدها أصبح قاضيُا بجرجا.
في 1927 اختاره عدلي يكن باشا وكيلًا للأمن العام، وعين محافظًا للسويس، وفي عام 1928 عين مديرًا لمديرية جرجا، وفي عام 1930 عين مديرًا للمنصورة.
منحه الملك فؤاد الأول رتبة البكوية عام 1930، وبعد 8 أشهر منحه رتبة البشوية، وفاز بمجلس النواب بـ4 هيئات نيابية لأعوام 1924،1925، 1926 ،1936.
زار الباشا مسقط رأسه مدينة فرشوط استعدادًا لزيارة الملك فاروق للصعيد لأول مرة عام 1937، توفي هاورن باشا في عام 1937 عن عمر يناهز 51 عامًا بعد تاريخ مشرف في الحياة السياسية في مصر، فاستحق أن يكون علمًا من أعلام مدينة فرشوط.
أبناء الباشا وأحفاده
للباشا أربعة أولاد وثلاث بنات وهم:
عبدالحميد، والذي كان عضوًا في مجلس الأمة، ومديرًا لشركة الأسمنت، ومصطفى، والذي شغل منصب ضابط مهندس، وعبدالعزيز، الذي شغل منصب مدير البحوث ودكتور في كلية الزراعة، وأبوالوفا، وكان عضوًا في المحافظة، أما البنات فهن أنيسة، وعزيزة التي تزوجت من وزير العدل الأسبق “أنور أبوسحلي”، وثريا.
أما أحفاده فكان له أحفاد شغلو العديد من المناصب الهامة في الدولة، وهم هارون عبدالحميد، والذي كان لواء في الجيش وشغل أيضًا منصب رئيس المجمع الطبي العسكري بكوبري القبة، وعبدالسلام مصطفى، وشغل منصب عميد الكلية البحرية، وأحمد عبدالعزيز وشغل منصب مهندس في استراليا، وسعيد أبوالوفا وشغل منصب مديرًا للتأمينات بفرشوط، وعبدالناصر أبوالوفا وكان مستشارًا، وممدوح مأمون وهو ابن أنيسة الابنة الكبرى لهارون باشا، وشغل لواء مساعد وزير الداخلية وعضو مجلس الشعب، ومصطفى مأمون شغل منصب مستشار، وحربي مأمون عضو مجلس الشورى، وعاصم مؤمن بمطاحن مصر العليا.
بناء السرايا
وأضاف “محمد سعيد”، حفيد هارون باشا أبوسحلي، إن اسم محمد سعيد هو اسم مركب نسبة للخديوي محمد سعيد باشا، وإنه ابن أبوالوفا أصغر أبناء هارون باشا.
وعن بناء السرايا يقول بنيت عام 1937، وهو العام الذي توفي فيه هارون باشا، تتكون السرايا من طابقين كل طابق 4 غرف ومطبخ وحمامين وصالة، وبنيت على مساحة 8 قراريط، وكلف بناؤها 600 جنيه من الذهب، حيث كان الجنيه الذهب وقتها أرخص من الجنيه الورق.
جولة داخل السرايا
وقال محمد سعيد، حفيد هارون باشا، عن أهم مقتنيات السرايا، في الطابق الأول غرفة بها مكتبة لكتب قيمة، كذلك مجموعة نادرة من الصور، منها صور للباشا في افتتاح مدرسة داود تكلا ببهجورة عام 1927، كذلك صورة للباشا بزي البشوية رسمها له مصور “الملك فاروق” في وقتها “رياض شحاتة”، كما توجد صور للباشا برفقة البرنس يوسف كمال حفيد محمد علي باشا، وصور للباشا برفقة القطب الصوفي أبوالوفا الشرقاوي، وصور للباشا عندما كان مديرًا للأمن العام، في الطابق الثاني تجد صورة كبيرة رسمت بالزيت لهارون باشا، وتميز المشربيات نافذة السرايا.
مبنى السلام لك
خارج السرايا تجد مبنى السلاملك، وهي كلمة تركية وتعني “السلام لك”، وهي بمثابة مضيفة مجهزة، وكان الباشا يستقبل فيها ضيوفه، تجد أيضًا أشجار بالحديقة المحيطة بالسرايا، ومنها شجرة ضخمة لنبات “حب العزيز” وغيرها من الأشجار المختلفة التي مازالت موجودة حتى الآن.