لماذا أطلق المصريون على الثورة العربية اسم “هوجة” عرابي؟

أميرة جادو
تحل اليوم ذكرى بداية نفي الزعيم المصري أحمد عرابي في 28 ديسمبر 1882. كان عرابي قائدًا عسكريًا وزعيمًا مصريًا بارزًا، تولى قيادة الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، ووصل إلى منصب ناظر الجهادية (ما يعادل وزارة الدفاع حاليًا)، كما كان يحمل رتبة أميرالاي (عميد حاليًا).
هوجة عرابي
ارتبطت الثورة العرابية في الأوساط الشعبية بتسمية “هوجة عرابي”، وهي تسمية جاءت بهدف التقليل من شأن الثورة وقائدها. ساهم مؤرخو تلك الفترة، المقربون من النظام الملكي، في نشر هذا المصطلح تحت تأثير الحكام. وفي مذكراته “عهدي: مذكرات عباس حلمي الثاني خديو مصر الأخير”، انتقد الخديو عباس حلمي الثاني الثورة العرابية، محملاً قائدها أحمد عرابي مسؤولية الاحتلال البريطاني. دعم رجال الحزب الوطني، برئاسة مصطفى كامل، هذا الطرح أيضًا، بينما لم ينف عباس حلمي واقعة قصر عابدين.
الانتقادات الموجهة إلى عرابي والثورة
كان من أرخ لتلك الفترة كثيرًا ما يهاجم أحمد عرابي، حتى أنهم وصفوا الثورة العرابية بأنها “هوجة”، واتهموا قائدها بالتعجل والسعي للحكم. كما ألقى بعض المؤرخين باللوم على عرابي، معتبرين أنه كان السبب في احتلال مصر لأكثر من سبعين عامًا.
رغم تسميتها “هوجة”، انحازت حركة الجيش بقيادة أحمد عرابي إلى الفكر القومي المصري ضد القادة الأتراك والأوروبيين الذين كانوا يتحكمون في البلاد. كان الجيش، الذي تألف معظمه من الفلاحين المصريين، أداة للمقاومة والمواجهة من أجل تحقيق استقلال الوطن.
ثورتان في مسار عرابي
وفقًا لكتاب صادر عن مركز الهلال للتراث الصحفي بعنوان “أيام أحمد عرابي باشا: قصة الثورة”. فإن وصف “هوجة” كان نتيجة لمحاولات أوروبية منظمة للتقليل من أهمية الثورة. يسرد الكتاب، الذي يعتمد على شهادات معاصري تلك الحقبة، أن الثورة مرت بمرحلتين:
- الثورة الصغرى (1881): بدأت عندما تم سجن أحمد عرابي ورفيقيه عبد العال حلمي وعلي فهمي بسبب مطالبهم بعزل وزير الحربية عثمان رفقي، الذي اضطهد الضباط المصريين.
- الثورة الكبرى: اندلعت نتيجة التدخل الأجنبي، وسوء الأوضاع الاقتصادية. والمعاملة القاسية من رياض باشا تجاه المصريين. أسفرت مظاهرات الجيش عن استجابة الخديوي توفيق لمطالبهم. حيث عزل عثمان رفقي وعين محمود سامي البارودي وزيرًا للحربية.
النهاية المأساوية للثورة
ورغم الإنجازات الأولية، انتهت الثورة العرابية بالهزيمة ونفي أحمد عرابي. لكنها تبقى شاهدًا على محاولة الجيش المصري للانتصار لفكرة الاستقلال الوطني في مواجهة الهيمنة الخارجية والظلم الداخلي.